الألفاظ المعربة الفارسية في القرآن الكريم هي :
1 / أباريق : (بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ ) .
والإبريق هو وعاء له أذن وخرطوم ينصبُّ منه الماء او السائل ، جمعه أباريق والكلمة موجودة بالفارسية ( آبريز ) وتتألف من ( آب ) بمعنى الماء و ( ريز ) من جذر ( ريختن ) بمعنى سكب .
2 /أرائك : (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ ) .
الأرائك جمع أريكة ، وهي السرير المنجَّد أي الفرش الجميل ، والكلمة فارسية مركبة .
3 / أساور : (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) .
أساور جمع إسوار : أي ما تتزين به المرأة ذراعيها ، والكلمة فارسية .
4 / إستبرق : (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) .
الإستبرق هو الحرير المنسوج من خيوط الذهب ، أصلها فارسي ( إستبره ) فحولت الهاء الى قاف .
5 / جُناح : (لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ ) .
الجناح بمعنى الإثم والذنب من ( گناه ) بالفارسية .
6 / دينار : (وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ ) .
الدينار فارسي معرب ، واصله دَنّار .
7 / رَهواً : (وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ) .
أي سهلاً دمثاً بلغة النبط ، وساكناً بالسريانية ، ويرجح المؤرخون ان تكون فارسية من ( راهوار ) بمعنى المعتدل في سيره .
8 / زَرابيّ : (وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ) .
الزرابيّ هي الطنافس الفاخرة ، واحدها زريبة وهي فارسية مركب من ( زر يعني ذهب ) و ( بافته يعني منسوج ) .
9 / زمهرير : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا ) .
الزمهرير تعني شدة البرد من الفارسية ( زَم يعني برد ) و ( هرير يعني فاعل موجب ) .
10 / سجيل : (تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ) .
قال ابن منظور : حجارة كالمدر .. وقيل هو حجر من طين .
من الفارسية : ( سنک ) أي حجر ، و ( گل ) أي طين .
انفردت العلاقات العربية الفارسية بميزات فاقت غيرها من الأمم المجاورة والبعيدة قبل الاسلام وما بعده ، بحكم تجاورهما واتساع حدودهما على طول شرقي نهر دجلة في العراق وطرفي الخليج الفارسي ، وبسبب سيطرة الأكاسرة على المناذرة في العراق ، وبسبب مشاركة الفرس بتجارتهم في معظم أسواق العرب ، ووفود فئات منهم للحج وزيارة مكة ، ازداد تبادل المفردات بين الأمتين في العصور الاسلامية وانقلبت الآية ، فبينما كان التعريب بالجاهلية أكثر من اقتراض الفرس للمفردات العربية ، غدا نقل الفرس للمرفدات العربية واسعاً جداً بعد دخولهم الاسلام ، وتحويل ألف بائهم البهلوية الى ألف باء عربية ، وحاجة الفرس الى المفردات العربية الاسلامية والعلمية ، فما من لفظة مرتبطة بالدين وشعائره إلا كانت عربية ، وحين باشروا بالتاليف والتصنيف بلغتهم ، استعاروا من العربية جميع المصطلحات اللازمة في الشريعة والقانون والادب والشعر والبلاغة والعروض .. والامر نفسه عند العرب ، فما من لفظ احتاجوا اليه إلا كانت الفارسية مَعينهم الثريّ ، ولاسيما الألفاظ الحضارية والأبنية والأزهار والاطعمة والملابس ، ومازالت المعربات الفارسية تحتل مكانها في المعجم العربي وفي العامية ، وازداد تسرب المفردات الفارسية في عصر المماليك ، ويقول المؤرخون ان التعريب عن الفارسية قديماً ، كان يفوق المفردات المعربة عن سائر اللغات .
واستمراراً في ذكر الألفاظ المعربة الفارسية في القرآن الكريم نذكر الكلمات التالية :
1 / سراب : (وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ) .
السراب هو مايشاهد نصف النهار من اشتداد الحرّ كأنه ماء . والكلمة فارسية مركبة من ( سر تعني رأس ) و ( آب تعني ماء ) .
2 / سُرادق : (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) .
السرادق اصلها فارسي وتعني الدهليز او الرواق .
3 / سَّرد : (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ) .
السرد : الدرع من الفارسية ( زره ) .
4 / سندس : ( وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) .
السندس كلمة فارسية وتعني نوعاً من الثياب الخضر من الخز .
5 / ضنك : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) .
الضنك : هو الضيق من كل شيء من الفارسية ( تنک ) .
6 / كأس : (يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ ) .
الكأس : فارسية أصلها ( كاسه ) وهو الأناء مادام فيه السائل ، وإلا فهو قدح .
7 / كنز : (لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ ) .
الكنز كلمة فارسية تلفظ ( گنج ) .
8 / كورت : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) .
أي غورت : الكلمة فارسية من ( كور تعني الأعمى ) .
9 / نمارق : (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ) .
مفردها : نُمرقة ، بمعنى الوسادة وهي فارسية معربة .
10 / وردة : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ) .
الكلمة أصلها فارسي وتعني بالعربية الحوجم وهي الورد الاحمر .
يجري التبادل اللغوي بين اللغات المختلفة في العالم كقانون إجتماعي ولاتستثنى اللغة العربية من هذا القانون ، بحيث امتزجت العربية باللغتين الفارسية واليونانية ودخلت هذه اللغة ألفاظ كثيرة من هاتين اللغتين ، وورد بعض هذه الألفاظ في القرآن الكريم ، ولكن لم تحافظ تلك الالفاظ في معظم الاحوال على حالاتها ، بل صيغت في قالب عربي جديد ، أثر في شكل التركيب وقوام البناء ، حتى وافقت تلك الألفاظ الأبنية العربية .
من مظاهر تأثير اللغة الفارسية في العربية دخول مفردات والفاظ فارسية في اللغة العربية ، إلا ان العرب لم ينطقوا تلك الألفاظ كما هي ، بل عربوها بطرائق مختلفة وربما أبقوا اللفظ على حاله ان كان موافقاً لبناء الكلمة العربية وأصواتها وهكذا صارت تلك الألفاظ عربية ، وكان من الطبيعي أن تدخل تلك الكلمات المعربة في نص القرآن الكريم بعد أن أصبحت من مقومات اللفظ العربي .