القصة بدأت عندما غرد الإعلامي القطري عبد الله العذبة المري، رئيس تحرير صحيفة "العرب" القطرية، والمقرب من الأمير تميم ووالده الشيخ حمد بن خليفة، على حسابه على "التويتر" قائلا "اضبطوا التلفاز على قناة "الجزيرة" بعد الساعة 12" في إشارة إلى بث لقاء مع الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئبس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، وأكد هذا الخبر الإعلامي جمال ريان الذي كشف في تغريده له أن الشيخ بن جاسم سيتحدث عن الازمة الخليجية، و"سيكاشف الأشقاء الخليجيين."
الحديث لم يبث حتى هذه اللحظة، وترددت أنباء غير مؤكدة أنه جرى تسجيل 17 دقيقة منه ثم جرى إيقافه لأسباب ما زالت مجهولة، ولم يتم تحديد أي موعد جديد للبث.
الشيخ حمد بن جاسم يعتبر من الشخصيات القطرية البارزة، وتحظى مقابلاته وتصريحاته باهتمام خاص، خليجي وعربي، لأن الرجل يعتبر مدفعية قطر "الثقيلة"، وعودته إلى الساحة السياسية، بعد انقطاع طويل، يعني أنه كان ينوي الإقدام على خطوات تصعيدية في الأزمة.
وقال مصدر خليجي لـ"راي اليوم" إن ظهور الشيخ حمد بن جاسم على شاشة "الجزيرة" يعني عدة أمور وتوجيه عدة رسائل:
•الأولى: ظهور الأسرة القطرية الحاكمة بأنها متماسكة، وملتفة حول نظام الحكم، والأمير تميم تحديدا، وان كل ما يشاع عن صراع الأجنحة مبالغ فيه وغير دقيق.
•الثانية: أن قطر قررت استخدام كل أسلحتها السياسية والإعلامية والمالية في مواجهة خصومها في المربع السعودي الإماراتي البحريني المصري، بما في ذلك الحرس القديم الذي يقوده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الأمير الوالد، وجهازه القوي المعروف بعدائه للمملكة العربية السعودية وحلفائها.
•الثالثة: دخول قناة "الجزيرة" إلى حلبة الصراع بقوة، والخروج عن الخط الحذر الهادئ الذي اتبعته منذ بداية الازمة، ولوحظ أن بعض نجومها الذين احتلوا شاشاتها أثناء بداية الازمة السورية قبل ست سنوات وقبلها وبتقاريرهم القوية، قد بدأوا يعودون بقوة، مثل السوداني فوزي بشري، الذي قدم برنامجا قبل يومين على شاشتها تحت عنوان "التفحيط السياسي السعودي"، وتضمن انتقادات حادة للسعودية ودورها في الأزمة الحالية.
وتكهنت مصادر إعلامية في الدوحة اتصلت بها "راي اليوم" بأن التصريح الذي أدلى به الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الذي قال فيه "إن قطر باتت مستعدة لتفهم هواجس أشقائها في الخليج (الفارسي)"، وتأكيده في الوقت نفسه على استمرار الوساطة الكويتية، هذا التصريح ربما دفع بالسلطات القطرية إلى التخلي عن فكرة ظهور الشيخ بن جاسم على قناة "الجزيرة" والجنوح إلى التهدئة.
وكان الشيخ بن جاسم ظهر مرتين في أقل من عامين على وسائل الاعلام، الأولى عندما اعطى مقابلة للصحافية رولى خلف، نائبة رئيسة "الفايننشال تايمز" وكشف فيها ان قطر اختيرت لكي تكون في مقعد القيادة في الازمة السورية، ثم ازيحت الى المقاعد الخلفية لافساح المجال لدولة أخرى لم يسمها ويعتقد انها السعودية، اما المرة الثانية فكانت مقابلة مع رشا قنديل على شاشة قناة "بي بي سي" العربية وبرنامجها "بلا قيود."
ويذكر أن الشيخ بن جاسم أبعد من جميع مناصبه في الدولة وانسحب من السلطة في حزيران (يونيو) عام 2013 مع حليفه وصديقه أمير قطر السابق عندما تنازل الأخير عن السلطة لابنه تميم، وتفرغ بعدها لأعماله التجارية الخاصة، وبات يقضي معظم أوقاته في شقة فاخرة في لندن تقدر قيمتها بحوالي 200 مليون جنيه إسترليني تطل على حديقة الهايدبارك، وهناك من يقدر ثروته بأكثر من عشرين مليار دولار.
المصدر: رأي اليوم