ويظهر من التوراة أن موسى عليه السلام صام أربعين يوماً، فقد جاء فيها: أَقَمْتُ فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ آكُلُ خُبُزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً.2
وكان اليهود يصومون لدى التوبة والتضرع إلى الله غالباً حينما تتاح لهم الفرصة للإعراب عن عجزهم وتواضعهم أمام الله، ليعترفوا بذنوبهم عن طريق الصوم والتوبة، وليحصلوا على رضا حضرة القدس الإِلهي.3
والصوم الأعظم مع الكفارة كان على ما يبدو خاصاً بيوم من أيام السنة بين طائفة اليهود، طبعاً كانت هناك أيام اُخرى مؤقتة للصوم بمناسبة ذكرى تخريب أُورشليم وغيرها.4
وقالوا: إن السيد المسيح عليه السلام صام أيضاً أربعين يوماً كما يظهر من "الإِنجيل": "ثم اصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرَّب من إبليس فبعدما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاع أخيرا"ً.
ويبدو من نصوص إنجيل "لوقا" أن حواريّي السيد المسيح صاموا أيضاً.
وجاء في قاموس الكتاب المقدس أيضاً: "... من هنا كانت حياة الحوارييّن والمؤمنين مملوءة بالابتعاد عن اللذات وبالأتعاب وبالصوم".5
بهذا نستطيع أن نجد في نصوص الكتب الدينية القديمة (حتى بعد تحريفها) شواهد على ما جاء في القرآن الكريم ﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾.6
1- قاموس الكتاب المقدس، ص 427.
2- التوراة، سفر التثنية، الفصل 9، الرقم 9.
3- قاموس الكتاب المقدس، ص 428.
4- المصدر السابق ص430
5- قاموس الكتاب المقدس، ص 428.
6- الأمثل في تفسير الكتاب المنزل ج1ص 437.