تقسيم السعودية آت لا محالة!

الأربعاء 24 مايو 2017 - 07:26 بتوقيت غرينتش
تقسيم السعودية آت لا محالة!

قامت "نيويورك تايمز" الأمريكية بنشر خريطة منذ أيام عن شكل الشرق الأوسط الجديد.

فى هذا الشكل 14 دويلة، الخريطة لا تختلف كثيراً عن دراسة بعنوان: «استراتيجية لإسرائيل فى الثمانينيات» أعدها «عوديد بينون» وهو موظف سابق فى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتناولتها فى هذه المساحة يوم 13 أغسطس الماضى، وقلت إنه بالرغم من أن الدراسة تم إعدادها فى ظل نظام دولى قائم وقتئذ على ثنائية القطبية، إلا أنها تحمل الكثير مما يجب التوقف عنده نحو دول المنطقة.

صحيح أن نظام «الثنائى القطبية» اختفى بزوال الاتحاد السوفيتى فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى، إلا أن الهدف يظل باقياً، كما أن تغيير النظام الدولى قد يكون فى صالح هذا الهدف خاصة إذا كانت الأوضاع الداخلية العربية تعطى الفرصة، فلقد نشرنا قبلا عن:

– استعادة شبه جزيرة سيناء بمواردها القائمة والكامنة هدف أساسى للكيان الإسرائيلي، وتحقيق هذا الهدف فى المدى الطويل، يقوم بتجزئة مصر إقليميا إلى وحدات جغرافية منفصلة، وتقول الدراسة إن رؤية دولة قطبية مسيحية فى صعيد مصر، إلى جانب عدد من الدول الضعيفة ذات سلطة إقليمية مصرية لا سلطة مركزية، هو مفتاح التطور التاريخى الذى لا يبدو مستبعداً فى المدى الطويل.

– تفتيت سوريا والعراق إلى مناطق إثنية ودينية، على غرار لبنان هو هدف من الدرجة الأولى بالنسبة لإسرائيل فى الجبهة الشرقية على المدى البعيد، ففى العراق تقوم ثلاث دول، أو أكثر من حول المدن العراقية الرئيسية، البصرة والموصل وبغداد، إذ تنفصل مناطق شيعية فى الجنوب عن الشمال السنى والكردى بأكثريته ويكون بذلك التقسيم الطائفى متاحاً على غرار سوريا فى العهد العثمانى.

– تفتيت سوريا وفق التركيب الإثنى الطائفى إلى عدة دول مثل لبنان بحيث تقوم على ساحلها دولة علوية شيعية، وفى مناطق حلب دولة سنية، وفى منطقة دمشق دولة سنية أخرى معادية للدولة الشمالية، ويشكل الدروز دولة ربما فى الجولان وفى حوران وشمال الأردن، وتزعم الدراسة أن هذه ستكون ضمانة للسلام فى المنطقة على المدى البعيد.

– شبه الجزيرة العربية بأسرها مرشح طبيعى للانهيار وأكثر من غيره اقتراباً منه بجانب فعل ضغط داخلى وخارجى، وهذا الأمر غير مستبعد فى معظمه خصوصاً فى السعودية، سواء بقيت قوة اقتصادية أم انخفضت فى المدى البعيد.

– ينبغى أن تؤدى سياسة "إسرائيل" حرباً أو سلماً إلى تصفية الأردن بنظامه الحالى، ونقل السلطة إلى الأكثرية الفلسطينية.

– تتحدث الدراسة عن استثمار الجانب العرقى والإثنى لتقسيم بلاد المغرب العربى إلى كيانات تقضى على وحدة الدولة، وكذلك اليمن، أما السودان فيشمل تقسيمه أكثر من كيان، واحد فى الشمال، وثان فى الجنوب، وآخر فى الشرق، ورابع فى الغرب.

حين تقرأ هذه الدراسة سترى ما تحقق منها حتى الآن، فالسودان تم تقسيمه، والعراق أصبح أقرب إلى دويلات سنية وشيعية وكردية، وها هى سوريا تدور الحرب فيها من أجل تقسيمها، وحين ننظر إلى الخريطة التى نشرتها «نيويورك تايمز» سنجدها موصولة بهذه الدراسة.