تحالف صهيوني سعودي لإخراج الرياض من المستنقع اليمني

الخميس 18 مايو 2017 - 09:22 بتوقيت غرينتش
تحالف صهيوني سعودي لإخراج الرياض من المستنقع اليمني

كشف موقع "ليبرتي فايترز" البريطاني عن مشاركة علنية للجيش الصهيوني بجانب قوات التحالف في الحرب على اليمن. كما نشر الموقع عن "اعتراف السعودية بحاجتها إلى الجيش الإسرائيلي للخروج من المستنقع اليمني، مشيرا لإنضمام سربا من القوات الجوية "الإسرائيلي" للتحالف العربي بالفعل، و قد نفذ أول عملياته في الهجوم على قاعدة تدريبية للحوثيين في مدينة تعز.

تصريح علني لأحمد العسيري

نقل الموقع عن الناطق باسم وزارة الدفاع السعودية اللواء أحمد العسيري قوله: ”إن أول غارة إسرائيلية في اليمن استهدفت معسكرا للتدريب يتبع لمن أسماهم بالحوثيين في تعز غرب اليمن“.
كما قال أيضا بحسب الموقع: في هذه المرحلة الحاسمة نحن في أشد الحاجة إلى جيش تل أبيب للحد من “الزحف الإيراني على اليمن”، آملاً من هذا التدخل الذي وصفه بالمهم أن يشكل فجرا جديداً من العلاقات بين الدول العربية و الكيان الإسرائيلي.

وقال الموقع إن السعودية وجدت نفسها غير قادرة على هزيمة الثوار بعد أن قتلوا 28 طياراً من مقاتلي F-15 والذين يعملون لحساب التحالف بصواريخ روسية.

ونقل الموقع عن العسيري قوله: “أن طائرة من نوع بيونج 747 تحمل أسلحة حطت في قاعدة خميس مشيط العسكري لمساعدة التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين“.

وذكر ايضا عن وجود مفاوضات سرية بين الكيان الإسرائيلي والسعودية حول تقديم مساعدات جوية للتحالف من أجل هزيمة الحوثيين، هذا ولم يشِر الموقع إلى السياق الذي جاء فيه حديث العسيري، ومتى أدلى بهذه التصريحات.

استراتيجية سعودية – اسرائيلية

جاء الكشف عن هذا الخبر في وقت تسعى فيه السعودية الى فرض استراتيجياتها في المنطقة، وقد تأمّل قادتها كثيرا خصوصا بعد مجيئ ترامب رئيسا لـ أمريكا، وهي تحاول اليوم كسب الدعم الأمريكي والصهيوني في الأزمات التي تعصف في سوريا واليمن لتشكل إستراتيجية تعاون معهم في وجه طهران، التي إستطاع حلفاؤها إلحاق الخسائر بالسعودية، ولا تزال لهم حتى الآن اليد العليا في الميدان.

وبناءا على اهمية سوريا على المستويين الإقليمي والدولي في تحديد الدور الأمريكي والصهيوني، ولأن اليمن اليوم اصبح مصبّا للطاقات العالمية، وأي تصعيد للتوتر في مضيق باب المندب يهدد دورهم الأمني والإقتصادي وخصوصا الکیان الاسرائيلي، يمكننا ان نتوقع تحركا اكثر جدية للسعودية على هذين الصعيدين، أي في سوريا واليمن.

حركة أنصار الله هي نسخة ثانية من حزب الله

من هذا المنطلق تسعى السعودية من فترة إلى اللجوء إلى تصريحات معادية لإيران خصوصا في الموضوع اليمني وذلك بغية جذب الانتباه الامريكي. لأن لليمن أهمية استراتيجية بالنسبة للدور السعودي في شبه الجزيرة العربية والشرق الاوسط أكثر بكثير من سوريا. ومن ناحية أخرى أصبحت المعادلات المرتبطة بأمن الکیان الاسرائيلي أكثر من السابق. لذلك فإن الحيلولة دون إرساء الديمقراطية الدينية في اليمن (تسلم حركة انصار الله زمام الحكم معتمدة على الرأي العام) يكون من جهة وسيلة للحصول على منافع إقتصادية وتجارية للممالك الاقليمية، ومن جهة أخرى يحول دون ظهور ظروف متوسطة وطويلة الآمد، بإمكانها أن تهدد أمن اسرائيل من قبل اليمنيين. خصوصا أن قادة تل أبيب يرون أن حركة أنصار الله هي نسخة ثانية واكبر من حزب الله. وان امتلاك انصار الله للقدرات الصاروخية يعيد في اوساطهم كابوس الهزيمة في حرب الـ22 يوما والـ8 ايام والـ51 يوما.

فإذا مع الاخذ بعين الاعتبار بأهمية اليمن في الاستراتيجية السعودية والصهيونية، ووجود ارضية خصبة لتقرّب “الكيان الاسرائيلي” من الحكام العرب وخصوصا السعوديين منهم بغية الوقوف أمام المقاومة الاسلامية في المنطقة، يمكننا ان نشهد في المستقبل تعاونا اكبر بين الكيانين في المنطقة عموما وفي اليمن على وجه الخصوص.

الصواريخ اليمنية غيّرت الموازين

بالإضافة إلى ذلك أن دخول الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى إلی ساحة المعركة، واثبات فعاليتها في استهداف القواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية الواقعة في العمق السعودي، والتي قلبت الموازين لصالح اليمن وحركة أنصار الله وأثبتت لحد كبير الهزيمة السعودية في هذه الحرب، ساعد الأخيرة على جلب الكيان الإسرائیلي إلى الميدان اليمني، وكانت قد نجحت بجر قوى إقليمية إيضا إلى هذا المستنقع من جملتها باكستان.

وفي الوقت الحالي لم يستطع التحالف السعودي – “الاسرائيلي” ان يحقق اهدافه التي وضعها، على الرغم من عدم وجود تكافؤ عسكري بينه وبين الشعب اليمني المقاوم الذي يعيش ظروفا قاسية ويعاني من الفقر والظلم والضغوطات اللامتناهية. وبذلك الصمود قد مُني هذا التحالف بهزيمة معنوية قاسية، ولايزال عالقا في مستنقع كان دخوله فيه بيده، الا ان خروجه اليوم لم يعد بتلك السهولة.

المصدر: وكالة الإتحاد