الوقت: ما سبب ما يحصل في العوامية حاليا وما سر هذا القمع الشديد الذي تمارسه السلطات السعودية ضد أبناء الشعب؟
جلال فیروز: الهجمة على العوامية تأتي في سياق القرار المتخذ من قبل الأنظمة الخليجیة من أجل الهجوم على أتباع أهل البيت(ع) في المنطقة ولا سيما المناعين لسيطرة هؤلاء وسطوتهم في المنطقة، وبصورة خاصة آل سعود وآل خليفة والسلطات الإماراتية، لأنهم يريدون أن يروا الناس كالعبيد وأن يتعاملوا مع الناس كأنهم عبيد لهم فلا يمكنهم تحمل من يرفع رأسه ويعتز بمواطنته ولا يقبل الرضوخ لهم، فالعوامية وأطرافها تمثل خط ممانعة لهذا الاستبداد السعودي وأيضا رفعت راية الشهيد الشيخ النمر الذي قتل غدرا وظلما من قبل آل سعود والآن يريد آل سعود أن يتشفوا من الذين رفعوا هذه الراية.
الوقت: ما سر التوقيت؟ لماذا جاء الهجوم في هذا الوقت بالذات؟ هل يحاول آل سعود استغلال فرصة انشغال العالم بالقضايا الداخلية ومن بعدها زيارة ترامب للمنطقة؟ أم أنها محاولة من محمد بن نايف لاحراج محمد بن سلمان أمام ترامب؟
جلال فیروز: لكي نكون موضوعيين، المسألة تنحصر بأن النظام السعودي يشعر بنشوة كاذبة نتيجة لتقارب الولايات المتحدة متمثلة بترامب لآل سعود، ذلك كان سببه الرشاوى المالية الضخمة التي دفعتها أسرة آل سعود من أموال الشعب السعودي لترامب وبلغت الى الآن 100 مليار دولار وقد ترتفع الى 300 مليار، بينما هناك عجز شديد في الموازنة السعودية.
التوقيت يتزامن مع مجيء ترامب الى المنطقة انعقاد القمة التي دعی فيها آل سعود أزلامهم، كما يتزامن الهجوم على العوامية مع استشعار آل سعود ضعفهم وانكسارهم في اليمن، فلم يحققوا أي انتصار على مدى عامين، وفي العراق عندما دعموا الدواعش وفي سوريا لم يستطيعوا أن يحققوا شيئا.
محمد بن سلمان ذكر في لقائه الأخير أنه يريد أن ينقل المعركة الى داخل إيران، فإذا به بمعركة في داخل أراضيه ومع أبناء شعبه الذي لا يقبل أن يرضخ لآل سعود.
الوقت: ما سر صمت المنظمات الدولية تجاه الأحداث؟ ولماذا لم تغطِ وسائل الاعلام الغربية الأحداث التي تجري في العوامية؟
جلال فیروز: العصر الحالي يشهد تحولا في المفاهيم لدى الغرب، الغرب اليوم يهتم فقط بما يستفيد منه هو، وينحصر فيما يحصل عليه، فنظرته ضيقة والغرب بشتى وسائله وتوجهاته يدوس على المبادئ والمثل التي لطالما تغنى بها وادعى انه يناصرها، ومن ذلك وسائل الاعلام، وسائل الاعلام الغربية اليوم تتبع الصهاينة من أمثال مردوخ وغيره، وهي توالي من يدفع أكثر، ولأن آل سعود يدفعون لهم من أموال الشعب السعودي تسكت هذه الصحف، بالنسبة الى المنظمات الحقوقية فإن منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس واتش هذه المنظمات تدافع عن حقوق الناس وتحدثت عما يحصل لأبناء العوامية، ولكنها منظمات لا تملك سوى اصدار البيانات، من المفترض للمفوضة العليا لحقوق الإنسان والتابعة للأمم المتحدة وهيئات الأمم المتحدة أن تكون في سياق ما تصدره المنظمات الحقوقية العريقة في العالم ولكن رأيتم ورأينا كيف أن الخزي والعار ركبهم فأعطوا لجنة للدفاع عن حقوق المرأة الى السعودية والسعودية هي أكثر دولة تهضم حقوق المرأة في العالم، وكذلك يجعلون السعودية عضوا في مجلس حقوق الإنسان بينما تريق السعودية دماء الأبرياء. لذلك لا يمكن ولا ينبغي أن نعول على المنظمات الدولية أو وسائل الاعلام الأجنبية لأنها كلها مرتهنة في يد الأسياد الغربيين ومن يدفع أموالا طائلة.
الوقت: ما مدى صحة الأخبار التي تحدثت عن مظاهرات في البحرين دفاعا عن العوامية؟
جلال فیروز: أكيد، هناك مقتطفات من صور وأفلام موجودة تثبت ذلك، لأن شعب البحرين يشعر بأن له ولأبناء المملكة العربية السعودية مصير واحد، ويعتبر أن أي ظلم يقع على شعب السعودي قد وقع عليه أيضا، كما أن آل سعود هم الآلة العسكرية التي تأتي لقمع أبناء البحرين والشعب مشمئز من آل سعود ويستنكر استخدام الآلة العسكرية بهذه الهمجية لشن حرب على حي المسورة أو العوامية بصورة عامة ودون فسح مجال للحالات الإنسانية كاننا نشاهد الكيان الصهيوني يقصف غزة.