ماذا تعرف عن العوامية؟؟
العوامية بلدة تاريخية في منطقة القطيف شرق المهلكة "السعودية"، تطل على الخليج "الفارسي" ، وتاريخها موغل في القدم، حيث يتصل في إحدى حلقاته بتاريخ (الزارة) المدينة التاريخية المشهورة، التي كانت حاضرة الخط، وعاصمة بلاد البحرين طيلة العصر الجاهلي وحتى العصور الأولى من الإسلام.
وصفها علامة الجزيرة الشيخ “حمد الجاسر” قائلاً: الزارة اسم بلدة من أقدم مدن الخط عرفت أبّان ظهور الإسلام وجُهل تاريخها قبل ذلك وكانت مقر والي البحرين من قبل الفرس حين كان نفوذهم ممتداً إلى هذه البلاد في العهد الجاهلي.
💢..لماذا أقدم “أبو سعيد الجنابي” على تخريبها؟؟
🔹 أما مؤرخ الخليج "الفارسي" المرحوم “محمد سعيد المسلم” فقد ذكرها: “مدينة الزارة مشهورة في التاريخ الإسلامي وكانت حاضرة مدينة القطيف، وكانت تقع بالقرب من العوامية. وقد خربها أبو سعيد الجنابي نكاية بأهل مدينة القطيف المعارضين لحكمه ومبادئه.
🔹و برز اسم الزارة ضمن مجموعة من الأحداث البارزة في التاريخ الإسلامي كحركتي الردة والقرامطة، لذا قلما تجد كتاباً تاريخياً يخلو من ذكرها، أما العوامية فيظهر أنها كانت إحدى ضواحي مدينة الزارة، وتم تعميرها على يد زعيم الأزد وأمير الزارة الحسن بن العوام في القرن الثالث الهجري حيث ترجح نسبتها إليه، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى اسمه.
🔹وبحسب المؤرخين فأن العوامية كانت خارجة عن أسوار الزارة، لذا كانت بمنأى عن العمل العدواني الانتقامي الذي قام به القرامطة تجاه الزارة التي نقل المؤرخون عنها بأنها “دمرت تماماً وبقيت خراباً ثم صارت نخيلا وأشجاراً وأنهاراً تبعا للعوامية”.
🔹وما يزال هناك في العوامية حي صغير يُسمى فريق الزارة يتكون من مجموعة من البيوت، ويقع في الناحية الجنوبية الشرقية من مدينة العوامية، وتحيطه مجموعة من بساتين النخيل، ذكر في صكوك ملكيتها القديمة: أنها تقع في أرض الزارة. كما لا تزال في هذا الحي عين تعرف بعين الزارة وربما هي العين المشار إليها في المصادر الكثيرة التي تحدثت عن الزارة.
🔹وصف (لويمر) العوامية سنة 1408م في مؤلفاته بأنها: (قرية مسورة تتكون من (300) منزل، وأنها على بعد ثلاثة أميال شمال غرب مدينة القطيف ويملك سكانها خمسة قوارب لصيد اللؤلؤ. أما في العهد الحاضر فقد اتسعت هذه المدينة وأصبحت مترامية الأطراف، وقد تبوأت مكانة خاصة وربما تكون ذات جذور عميقة ترجع إلى أيام كانت فيها الزارة عاصمة المنطقة.
🌴.“الرامس” أكبر وقف إسلامي في الشرق الأوسط..
🔹واشتهرت منذ القدم بالزراعة والتجارة وصيد السمك، وتميز بعض إنتاجها الزراعي عن بقية الأراضي الواقعة في القطيف بل وكل المنطقة الشرقية، لوجود أرض خصبة و هي أرض الرامس. وقد عرفت أرض الرامس كأكبر وقف إسلامي في الشرق الأوسط.
💢..النشاط الاجتماعي والسياسي..
🔹عرف عن أهالي بلدة العوامية بنشاطهم الاجتماعي والسياسي، وتُعد العوامية من أكثر مناطق القطيف في الحركة الاجتماعية والفعاليات المختلفة، كما إنها من المناطق البارزة في الحركة التطوعية بكل أنواعها.
🔹أما في النشاط السياسي فقد كانت بلدة العوامية المتصدرة في المسيرات السلمية، المُطالبة بالحقوق المشروعة، مع ما يُعرف بالربيع العربي، كما أنها نالت النصيب الأكبر من الشهداء والمعتقلين نتيجة مُطالبة أهلها وإصرارهم على رفع التميز الطائفي عن المنطقة، وحل قضية البطالة ومشكلة الفقر، بالإضافة إلى المُطالبة بالإصلاحات السياسية.
💢..مسقط رأس الشيخ الشهيد “نمر باقر النمر”..
🔹العوامية هي مسقط رأس الشيخ الشهيد “نمر باقر النمر”، وكان الشيخ الشهيد النمر، قد أولى الحياة الاجتماعية فيها والسياسية أهمية بالغة، واحتضن الشيخ الشهيد الشباب في البلدة التي تُعد من أفقر مناطق الشرقية، وأقدمت السلطات السعودية في مطلع عام 2016، على إعدام الشيخ الشهيد النمر بسبب مواقفه الرافضة للسلطات السعودية، و كلمته الحرة التي اعتبرها حقوقيون بأنها تصب في حرية الرأي.
🔹ويقول مراقبون وحقوقيون بأن السلطات السعودية تسعى للانتقام من البلدة بسبب تمسكها بنهج الشيخ الشهيد النمر، بالإضافة إلى إصرار الأهالي فيها على الاستمرار بالمطالبة بالحقوق المشروعة التي تقرها القوانين الدولية والسنن الكونية.