المجلس الانتقالي الجنوبي المكون من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين و وزيران استقالا في حكومة عبد ربة منصور هادي ،يترأسه عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق الذي أعلن أن المجلس الجديد سيشكل قيادة سياسية جنوبية عليا تسمى هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي مهمتها إدارة الجنوب وتمثيله.
وكان الزبيدي الذي أعلن عن تشكيل المجلس في خطاب تلفزيوني يوم الخميس وظهر خلفه علم دولة اليمن الجنوبي السابقة ، قال ان “دولة الإمارات العربية و دول الخليج الفارسي يحترمون حق تقرير المصير ولا نعتقد أنهم سيعارضون الإرادة الجنوبية… لا ننصح حكومة هادي باستخدام القوة”.
بعض المراقبين للشأن اليمني يعتقدون ان قرار تشكيل المجلس الجنوبي يحظى بتاييد بعض الدول الخليجية المشاركة في التحالف العربي بقيادة السعودية ، وهذا الاستدلال يرتكز على اساسين الاول الصراع الدائر بين السعودية ودولة الامارات حول طريقة التعامل مع الحرب والازمة اليمنية ، وكذلك على مواقف وتصريحات الشخصيات اليمنية المنضوية في المجلس الانتقالي الجنوبي.
منصور هادي كان قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، من منصبهما ، الامر الذي ادى الى ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي، داعين اياه إلى إعلان قيادة سياسية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب ،وهو ما عتبره الزبيدي فرصة سانحة لابد من استغلالها بعد مضي 23 عاما على توحيد اليمن.
يبدو ان خطوة الإعلان عن المجلس الانتقالي الجديد جاءت نتيجة صراع على السلطة بين الجنوبيين وعبد ربه منصور هادي ، وهو صراع تعود جذوره الى صراع اقل ظهورا هو الصراع بين السعودية والامارات ، فمحافظ عدن عيدروس الزبيدي والوزير هاني بن بريك ينظر اليهما كحليفين وثيقين للإمارات ، الا ان علاقتهما بمنصور هادي لم تكن على مايرام لاسباب عديدة منها اتهام الجنوبيين لحكومة هادي بالفشل في توفير الخدمات العامة لاهالي عدن بعد مرور عامين من وقوعها في قبضة مسلحي هادي والجنوبيين.
الاعلان عن تشكيل مجلس انتقالي جنوبي سيعقد اكثر القضية اليمنية المعقدة اصلا بسبب الحرب المفروضة على اليمن والتي تسببت بمقتل اكثر من 10 الاف شخص وتشريد مئات الالاف ، وتجويع اكثر من 20 مليون انسان ، حيث يموت طفل يمني كل 10 دقائق وفقا لتقارير اممية ، وعدم وجود اي افق سياسي لهذه الحرب ، وبسبب اتساع نفوذ الجماعات التكفيرية مثل القاعدة و”داعش” في مناطق بالجنوب ، استغلت الفوضى التي تسببت بها الحرب.
حركة انصار الله وعلى لسان الناطق باسمها محمد عبد السلام ، اعتبرت المجلس الجديد بأنه “تهديد للوحدة اليمنية” وجزء من “مخطط استعماري” ، وهو مخطط لا يستهدف اليمن فقط ، فوحدة العراق وسوريا وليبيا والسودان وحتى مصر مستهدفة ايضا ، وقد تم تنفيذ هذا المخطط باشكال واليات مختلفة وفقا للبلد المستهدف.
مخطط تقسيم اليمن يعود الى عام 2011 عندما تدخلت بعض الدول الخليجية في الشأن اليمني عبر الترويج لفكرة هيكلة الجيش اليمني ، والعمل على تغيير النظام الاداري في اليمن من دولة مركزية واحدة الى دولة تتألف من ستة اقاليم ، تتركز الكثافة السكانية في بعضها دون اي موارد طبيعية ، فيما الموارد الطبيعية في اقاليم قليلة السكان ، وهو ما حذرت منه النخب السياسية الوطنية حينها ومنها حركة انصار الله.
على الشعب اليمني ، الذي اخذ التقسيم يطرق ابواب بلاده ، ان يعرف انه مستهدف كوجود ، وان الجهات التي تقف وراء مخطط تقسيم اليمن ، هي ذات الجهات التي تقف وراء مخطط تقسيم البلدان العربية الاخرى ، وهذه الجهات لا تفرق بين يمني ويمني ، فلا يهمها لا شمال ولا جنوب اليمن ، بقدر ما يهمها زرع بذور الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد ، تارة بذريعة دينية وطائفية وتارة بذريعة عرقية وتارة بذريعة قبلية ومناطقية ، بينما الهدف الحقيقي هو تشتيت الشعوب العربية وتقسيم بلدانها ، لذلك لابد ان يرفعوا منسوب الوطنية لديهم من اجل تفويت الفرصة على اعداء اليمن ، كما على المجتمع الدولى ومنظمة الامم المتحدة العمل على وقف الحرب المستمرة منذ اكثر من عامين على الشعب اليمني الاعزل والمحاصر ، فتقسيم اليمن لن يصب حتى في صالح الدول التي تشارك بالعدوان على اليمن وتساهم في دفع هذا البلد الى التقسيم ، فاكثر هذه الدول ستكون عاجلا ام اجلا على قائمة التقسيم الصهيوامريكية.
المصدر: شفقنا