يبدأ التقرير بحديث للرئيس المصري السابق "محمد مرسي" وزعيم الإخوان المسلمين في مصر والذي عُزل بانقلاب عسكري في عام 2013، حيث وصف اليهود في حديث تلفزيوني عام 2010 أنهم أحفاد القردة والخنازير.
ويضيف التقرير فقد بدأت تظهر تغييرات في بعض المواقف اتجاه الكيان الصهيوني في بعض المناطق من العالم. فرابطة العالم الإسلامي وهي منظمة سعودية عالمية وعلى رأسها "محمد عبد الكريم عيسى" وهي من المنظمات المتهمة بنشر التطرف، مؤخرا وفي درس للأخير حول التعايش في الإسلام أشار إلى قصة النبي محمد(ص) الذي كان لديه جار يهودي، وعندما مرض هذا الجار ذهب الرسول(ص) للقائه وخاطبه بكلمات وألفاظ حسنة.
تقول الصحيفة: بات الشيعة وإيران بالنسبة لدول الخليج الفارسي الغنية التهديد الأول لها، واصبح الكيان الصهيوني الذي يعادي إيران وحزب الله اللبناني حليفا لها.
ومع ظهور "محمد بن سلمان" وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد،اصبح هذا التحالف مع الكيان الإسرائيلي أكثر نشاطا وأهمية، والسبب أن بن سلمان وهو صاحب فكرة الحرب على اليمن، يريد مواجهة أقسى مع إيران خاصة بعد انتخاب "دونالد ترامب" كرئيس لأمريكا.
و تضيف الصحيفة: أعلن البيت الأبيض أن أول سفر خارجي لترامب كرئيس لأمريكا سيشمل السعودية والكيان الإسرائيلي. (وهذه إشارة إلى وجود ارتباط خفي بين الزيارتين).
ثم يستشهد التقرير بـ"أحمد العسيري" المتحدث السابق باسم العدوان على اليمن ونائب رئيس الاستخبارات السعودية الجديد، في حديث له في شباط فبراير الماضي حول تل أبيب قال: "نحن نملك عدو وتهديد مشترك وكلانا حلفاء مقربين من أمريكا".
تضيف وول ستريت جورنال: الضغوطات التي مارستها الدول "الخليجية" هي التي أجبرت حركة حماس على تبني فكرة حل الدولة الفلسطينية داخل حدود 1967.
ثم تضيف الصحيفة إن الدول الخليجية وعلى رأسها الإمارات، قطر والسعودية ومن خلال القنوات التلفزيونية النافذة والصحف العربية الكبرى التي تملكها، تقوم ببث الأفكار الموجهة داخل المجتمعات العربية. لتشير بعدها إلى تغيير أدبيات تعامل الدول "الخليجية" مع الكيان الإسرائيلي، وتنقل عن رجل أعمال ومحلل سعودي قوله: لم نعد نسمع في الإعلام العربي ألفاظ من قبيل الانتهاكات والتجاوزات الإسرائيلية وباتت أغلب القنوات تتحدث عن الانتهاكات والتجاوزات الإيرانية.
يؤكد التقرير بعدها أن مسألة العداوة مع "إسرائيل" والتضامن مع الشعب الفلسطيني لا يزال سمة بعض الدول البعيدة عن إيران والتي لا تشكل إيران تهديدا لها، وهذا الأمر لا يزال محسوسا بشكل كبير داخل شعوب الدول العربية و"الخليجية" أيضا ولذلك فإن معظم التعاون الذي تم إلى اليوم بين الدول "الخليجية" والكيان الإسرائيلي كان سريا ویركز على التنسيق بين الدول الخليج الفارسي وتل أبيب على مسائل أمنية واستخباراتية.
ولكن رغم ذلك، فإن خطوات محدودة قد جرت بشكل علني ومنها الزيارة السعودية لوفد غير رسمي على رأسه جنرال متقاعد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة العام الماضي، حيث رُتبت لقاءات للوفد مع مسؤولين داخل الكيان.
الإمارات بدورها سمحت لوفد إسرائيلي صغير الدخول إلى أبو ظبي، وابتداء من العام 2020 يُصبح من الممكن مشاركة الصهاينة في معرض دبي الدولي.
بناء على هذا التقرير، فإن تطبيع العلاقات بين دول الخليج الفارسي والكيان الإسرائيلي وتسوية الخلافات أمر يقلق الكثير من الفلسطينيين، وقد عبر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي "أحمد عودة" في تصريح له عن أن الاتفاقات التي تجري بين الدول العربية والكيان قبل حل القضية الفلسطينية من الممكن أن تؤدي إلى إضعاف الهدف والحافز لدى الفلسطينيين.
ختاما وتعليقا على ما ورد، هذه التقارير باتت تؤكد المؤكد، فالدول العربية وعلى رأسها "الخليجية" ارتمت بحضن الشيطان منذ زمن بعيد، وباتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان هذا الأمر على الملأ ودون أي خجل وريبة، ويبقى الأمل والتعويل على الشعوب الأبية الرافضة لهذا الأمر جملة وتفصيلا.
المصدر : الوقت