الخط الفارسي..بفنه وجماله اروع الخطوط الاسلامية!

الأحد 7 مايو 2017 - 08:17 بتوقيت غرينتش
الخط الفارسي..بفنه وجماله اروع الخطوط الاسلامية!

يشتهر الخط الفارسي بجمال وفن خاص كونه يعتبر من اروع الخطوط الاسلامية لما يتمتع به من تنسيق وانحناء ومد ورشاقة فضلا عن الخصوصية الابداعية في حروفه التي تمتاز بالليونة والتي تبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد.

وعمل الايرانيون على تحويل صورته العربية بما يتوافق مع الذوق الايراني الا ان الذهنية الايرانية المبدعة لدى الفنانيين الايرانيين لم تكتف بذلك بل جعلت صورته الجمالية تنبع من شكل حروفه التي تم دمجها بشكل رائع مع رسوم فنية غاية في الجمال الامر الذي تفتقده بقية الخطوط.

ويعتقد بعض اساتذة الخط في العالم العربي ان الخط الفارسي هو من أصعب الخطوط معتبرين أن من لايجيد فن رسمه لا يعتبر خطاطا.

وقال رئيس رابطة الخطاطين الايرانيين عبد الله ملك بور: ان الخط الفارسي الذي يطلق عليه الايرانيون اسم (النستعليق) ظهر الى الوجود في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري على يد نخبة من الفنانين والخطاطين الايرانيين وعلى رأسهم الاستاذ والخطاط العبقري مير علي التبريزي واوضح ملك بور ان هؤلاء الفنانين والخطاطين الايرانيين قاموا بعملية دمج ومزاوجه بين خطى «النسخ والتعليق» العربيين وبذلك اصبح يعرف فيما بعد باللغة الفارسية بخط «النستعليق».

وبين انه وبمرور الزمان حظي خط النستعليق بالاعجاب والتقدير من قبل الامم والثقافات العالمية الاخرى واصبح له مهتمين ومعجبين كثر وبات معروفا وشائعا لدى المهتمين بهذا الفن حيث اصبح النستعليق له هويته المستقلة وشخصيته الخاصة لينتخب بعد ذلك بانه الخط الرسمي للايرانيين. ووصف ملك بور الخط الفارسي «النستعليق» بانه «عروس الخطوط» نظرا لجماله ولما تمتاز به حروفه من اختزال ادبي ومعنوي وروحاني يكون القاسم الثقافي المشترك لشعوب العالم الاسلامي معتبرا النستعليق «الجسر الحضاري المتين» الذي يربط ايران بالدول العربية والاسلامية.

واوضح ان اهم مواطن جمال الخط الفارسي هو ليونة حروفه واستدارتها التي تدل على روعة وفن في التنسيق والرشاقة والمد والدوران مبينا ان ذلك يرجع الى طريقة كتابة حروفه خصوصا عند اتصال بعضها ببعض بضخامة اقل فتظهر الحروف جليه ويبرز جمالها نظرا للتباين واختلاف ضخامة الكتابة في الكلمة الواحدة الامر الذي تفتقده بقية الخطوط. واشار الى ان الخطاط قد يتعمد أثناء عمله الى استعمال الزخرفة للوصول الى القوة في التعبير والاستفادة من التقويسات والدوائر المطرزة من طيف الالوان فضلا عن الدقة في الرسم موضحا انه من الممكن ان يربط الخطاط بين الكلمات ليصل الى تأليف مساحة فنية او خطوط منحنية وملتفة لكي يظهر فيها الخطاط عبقريته في الخيال والابداع.

وحول تحديد الفترة الذهبية التي شهدها الخط الفارسي من اهتمام وابداع أكد ملك بور عدم وجود فترة زمنية من الممكن حصرها بتاريخ محدد موضحا أن كل استاذ وعلى مر الزمان وضع لمساته الفنية على الخط الفارسي كما ان بعض الأساتذة المخضرمين قاموا بتأسيس مدارس في نماذج الخط الفارسي ارتبطت اسمائهم بكل مدرسة.

وأعتبر ملك بور فترة في القرن الثامن عشر ميلادي كانت «الفترة الذهبية» نظرا لان هذا الفن حاز على حظ وفير من الاهتمام على يد اساتذة عظام وكبار مثل الشيخ مير عماد والخطاط محمد رضا كلهر والاستاذ ميرزا غلام رضا اصفهاني التي مازالت أثاره الفنية موجود حتى اليوم في مسجد «الشهيد مطهري» الذي يقع حاليا في وسط العاصمة طهران.

وحول تاريخ انشاء رابطة الخطاطين الايرانيين واهم الانشطة التي تقوم بها قال ملك بور ان الرابطة تأسست في عام 1951 ميلادي وتعتبر من اقدم المؤسسات الثقافية والفنية المستقلة في ايران وهدفها تثقيف وتعليم وترويج فن الخط الفارسي في الوسط الفني والثقافي والاجتماعي.

واشار الى الدور الكبير الذي قامت به الرابطة في مجال الاهتمام الواسع في تنمية المواهب والقدرات واتاحة الفرص للهواة وايجاد المحيط اللازم لأجل ابراز الابداعات الفردية الخلاقه لدى الهواة الجدد وتنميتها.

واوضح ان من المهام الرئيسية للرابطة ايجاد سبل مبتكرة وحديثة لتطوير وازدهار فن الخط الفارسي ومن ثم نقلها الى ثقافات الامم الاخرى.

وأشار الى المعارض التي اقامتها الرابطة السنة الماضية خارج ايران والتي من بينها معرض في دولة الامارات العربية المتحده واليابان وتركيا.

وحول اعداد المنتسبين لهذه الرابطة اوضح ملك بور ان عدد اعضاء الرابطة يبلغ 800 خطاط وهم يقومون بتعليم وتدريس فن الخط الفارسي كما انهم موزعون على 220 فرعا للرابطة داخل وخارج ايران.

وذكر انه تم في الاونة الاخيرة تخريج ما يقارب من 5000 طالب بدرجة امتياز في الوقت الذي يتم فيه سنويا تدريس ما يقارب 60000 من المتعطشين لتعلم هذا الفن الجميل.

الوفاق