فالسعودية تقود عملية إبادة جماعية حقيقية للشعب اليمني وبتواطؤ من الدول الغربية والديكتاتوريات العربية في الشرق الأوسط بل إنها جريمة إبادة جماعية بالتواطؤ مع مجلس الأمن الدولي!
إن العدوان السعودي متواصل حتى ساعة كتابة هذه السطور، بينما باتت الجهود الحثيثة الرامية لوقف إبادة الشعب اليمني، دون نتيجة حتى الآن على ضوء غزارة الدم اليمني النازف، ووحشية النظام السعودي، التي لم توفر المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن. وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية أن عدد الشهداء اليمنيين والجرحى نتيجة العدوان السعودي الذين وصلوا للمستشفيات والمرافق الصحية حتى 24 كانون الثاني 2016، بلغ 24 ألفاً و975 شهيداً وجريحاً، وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة الدكتور تميم الشامي: إن عدد الشهداء بلغ 7 آلاف وستة منهم ألف و368 طفلاً وألف و159 امرأة، بينما بلغ عدد الجرحى 16 ألفاً و509، منهم ألفان و239 طفلاً وألف و740 امرأة.
وبالطبع، فإن عمليات الصمود والرد للجيش اليمنى واللجان الشعبية على تحالف آل سعود، تأتي في سياق الرد المنطقي على جرائم العدوان الهمجي، وقصف سلاحه الجوي لمناطق مختلفة في اليمن، عبر استهداف المستشفيات والمدارس والمصانع والطرق والجسور والسدود... فإضافة إلى القصف المتواصل للبنى التحتية المدنية ولمؤسسات الدولة والذي أودى بحياة آلاف الضحايا والذين معظمهم من المدنيين، فإن أحد الإجراءات المفروضة على اليمنيين منذ 26 آذار الماضي من العام المنقضي هو الحصار الجوي والبحري بإشراف الرياض والذي يعيد إلى الأذهان الحصار الجوي البحري المماثل الذي تقوم به إسرائيل ضد 1.8 مليون فلسطيني على قطاع غزة منذ عام 2007 إلى جانب أساليب التعذيب والإجرام السعودي ضد اليمنيين.
في هذا المناخ تموج في اليمن، وفيه تموج ساحات جماهيرية عربية بالغضب والاحتجاج، منادية بموقف وتدخل ومناصرة وحتى بوقف للعدوان على اليمن! وفي هذا المناخ أيضاً يستمر تأييد الغرب الإمبريالي للعدوان الصهيوني على اليمن ويتنامى، مرسخاً توجهات وسياسات وشروراً وفجوراً تبديه قيادات غربية على الخصوص. وفي هذا السياق فقد أقر تحالف آل سعود بمشاركة أميركا وبريطانيا في الحرب التي تستهدف الشعب اليمني، وقال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري: إنّ خبراء عسكريين أميركيين وبريطانيين يقدّمون النصح لقوات التحالف بشأن كيفية تحسين عمليات القصف الجوي، مضيفاً: إن الخبراء يعكفون على إعداد تقارير موسعة وتحسين آليات العمليات، مشيراً إلى أنهم عقدوا ورشة عمل خلال الأيام القليلة الماضية في مقر تحالف العدوان.
وفي إطار سياسات هيمنة القوة وغطرسة السياسة، تعمل الولايات المتحدة على إحكام السيطرة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر الذي تعبره ثلث تجارة العالم ونصف نفطه، وازداد اهتمامها بالمدخل مع قيام إسرائيل على الطرف الشمالي بذريعة الحفاظ على أمنها المزعوم، فعملت منذ عقود على رسم سياسات خاصة تخدم هذه الغاية في الدول الواقعة على بحر العرب ومدخل باب المندب.
ففي اليمن حرصت دائماً أمريكا ومشغلتها (إسرائيل) على استمرار الحروب الأهلية والقبلية والطائفية، فتارة تدعم فريقاً ضد آخر، وتارة تسلح وتشجع كل الفرق المتناحرة ضد بعضها. وفي مطلع الستينيات أججت الحرب في اليمن لإفشال الجهود المصرية لإقامة دولة يمنية قوية، تستطيع أن تتحكم بباب المندب وتؤثر في حركة الملاحة فيه، وتحول البحر الأحمر إلى بحيرة عربية تتحكم مصر بمدخليها الشمالي والجنوبي، وهذا ما أقلق إسرائيل ودفع أمريكا لوضع استراتيجيات طويلة المدى تهدف لإبقاء باب المندب تحت السيطرة الأمريكية لاستمالة الدول المتحكمة بالمدخل أو الهيمنة عليها والتحكم بسياساتها عبر حكومات تفرضها بنفسها. وكان في صلب الاستراتيجية الأمريكية ألا تكون هناك دولة قوية في جنوب البحر الأحمر، فحتى أثيوبيا القريبة من الغرب وإسرائيل لم يسمح لها بزيادة قوتها وهيمنتها في شرق أفريقيا، وذلك بسبب الخوف من الانقلابات العسكرية والسياسية التي قد تحصل فيها، وتأتي بقيادات معادية للسياسات الأمريكية والإسرائيلية في جنوب البحر الأحمر.
المصدر: المسيرة نت