لقد ضعفت الأمة وظهرت فيها المشاكل والمصائب عندما ابتعد المربون عن المنهج الإسلامي، ففي العادة يعجب الضعيف بالقوي ويقلده، وخلال مراحل مختلفةٍ من الأزمنة عانت الأمة من الضعف فاتجه إعجاب البعض إلى الدول الغربية بوصفها الأقوى، وقلدوا الغرب في حياتهم وطرق تربيتهم للأجيال متناسين أنّ ما يناسب تلك الأمة لا يناسبنا نحن المسلمون، ولو أنهم اتبعوا المنهج الإسلامي والسنة النبوية الشريفة لما ظهرت لديهم المشاكل. خصائص التربية لابد من أن تتوفر بعض الخصائص في التربية لتكون صالحةً، ومن الأفضل التعرف على خصائص التربية الإسلامية والالتزام بهذه الخصائص من أجل إنشاء أجيال واعية وقادرة على النهوض بمجتمعاتها، وهذه الخصائص هي: الربانية؛ فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وهو الأكثر قدرة على معرفة ما يحتاجه وما يناسبه، وهذا يجعل التربية تتصف بالعدل والمساواة والقدسية فلا يمكن لأي شخصٍ أن يعترض عليها وإنما يقدّسها وينفذها بصورتها، بينما مناهج التربية التي يضعها الإنسان تحتوي على الكثير من الأخطاء والثغرات نتيجة قصور عقل الإنسان في إحاطة جميع أنواع البشر وصفاتهم وخصائصهم. كما أن البشر يتفاوتون في مدى تقبلهم لما يؤمرون به وعندما يكون هذا المنهج من عند البشر فإن أشخاصاً لا يقبلون به بسبب نعرة الفوقية وعدم الانصياع والانقياد. الشمول والعالمية؛ لتكون التربية صحيحة لابد من أن تشمل جميع جوانب حياة الناس، نظرياً وعملياً؛ حيث يستطيع من يتبعها أن يطبقها كما جاءت، وأن تكون صالحةً لجميع أنواع الناس والأمم؛ فليست مختصةً فقط بالمسلمين وإنما يمكن لكل من يرغب أن يطبقها في حياته للحصول على نتائج إيجابية جيّدة. الوسطية؛ لابد أن تمتلك التربية أسلوب الوسطية للتمكن من تطبيقها على الجميع، فالضغط الشديد قد يولد الانفجار والتمرد، كما أن التساهل الشديد قد يؤدي إلى الإهمال. الوضوح والواقعية، لابد من منهج التربية أن يكون واضحاً للجميع ليستطيع أي شخصٍ فهمه وتطبيقه، كما يجب أن يكون في نفس الوقت واقعياً ليستطيع الإنسان تطبيقه.