ما أثر صلة الرحم على الواصل وعلى الأقارب؟

الأحد 12 فبراير 2017 - 08:08 بتوقيت غرينتش
ما أثر صلة الرحم على الواصل وعلى الأقارب؟

جعل الله تعالى صلة الرحم أمراً واجباً، وعدَّ قطعها ذنباً كبيراً يستوجب غضبه وعقابه. وفي القرآن والعترة الطاهرة نجد نصوصاً تحثّ على صلة الرحم وتُحذّر من القطيعة. الرّحم - كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - متعلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله.

أثر صلة الرحم على الواصل صلة الرحم طاعة من الطاعات، وفيها امتثال لأمر الله عزّ وجل، ومن امتثل أمرَ الله وابتغى وجهه نال رضاه والدرجات العالية.

هي تنفيذ إحدى وصايا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يطع الرسول فقد أطاع الله وحصل على عظيم الأجر والثواب. سبب لدخول جنّة الرحمن؛ فقد ورد في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة وتصل الرحم". سبب لوصل الله تعالى للواصل وتولّيه أمرَه، وفي الحديث الشريف: إنّ الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب، قال فهو لك".

شَهادة صلّة الرحم للواصل يومَ القيامة على وصله، وما قام به من أعمال خير وبر مع أقاربه.. تعجيل الثواب للواصل.. سبب لزيادة العمر وسعة الرزق.. أثر صلة الرحم على الأقارب محبة الأقارب للقريب الذي يصلهم. توطيد أواصر القربى وكثرة التزاور بين الطرفين. صفاء القلوب من الضغينة. التخفيف عن الأقارب في حال كانت حالهم في ضيق وإدخال السرور على قلوبهم.

أما عقوبة قاطع الرحم قطيعة الرحمن التي تكون بالإعراض عن وصلهم وزيارته، وترك معونتهم والوقوف بجانبهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم،فتكون أيضاً بتفضيل غيرهم ممن هم أقل حقاً منهم، سببا في منعه من دخول الجنة.. تعجيل العقوبة له في الدنيا وتعذيبه أيضاً في الآخرة. قاطع الرحم ملعون في القرآن الكريم.

قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} محمد222.

عدم رفع عمله إلى الله تعالى وعدم قبوله. عدم نزول الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم. سبب في قطع الله لصاحب القطيعة؛ فلا يكون مرتاحاً في حياته، ولا يُبَارك له في رزقه، ويصبح منبوذاً بين الناس. قاطع الرحم عند الله فاسق وخاسر. حكم قطع الرحمن لمن ناله أذى إنّ تعرّض الواصل لقطيعة من رحمه أو إساءة فلا يبرر ذلك قطعهم، بل يُكسب الواصل تأييد الله له ما دام يصلهم، ويكون بذلك كأنما سَفَّهم الملّ كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

لكن إن كانت الصلة تسبّب له ضرراً محقّقاً في دينه أو نفسه أو دنياه لا يحتمله، فلا يجب عليه الوصل حينئذ.