وأضاف التل في حوار صحفي أنّ هذه الأدلّة والمؤشّرات بدأت بتصريحات رئيس هيئة الأركان الأردني لقناة (بي بي سي) عن وجود تعاون عسكري أردني سوري، تبع ذلك زيارة الملك الأردني إلى موسكو ولندن وواشنطن.
وأشار إلى أنّ الروس اتفقوا مع الملك الأردني على إعطاء عمان دوراً في التّسوية القادمة بسوريا، وهو ما حصل حيث شارك الأردن بصفة مراقب في محادثات أستانا، وفي المقابل يلتزم الأردن بوقف تهريب السّلاح والإرهابيين إلى سوريا، وأن يقوم بالضغط على الجماعات المسلّحة بالمنطقة الجنوبية بسوريا والتي للأردن علاقات معها بالانخراط بالتسوية السياسية.
وقال التل أنّ الرئيس بوتين وعد الملك الأردني أنّه في حال التزم الأردن، فإنّ روسيا ستقوم بإرسال وفود سياحية روسية للأردن ومساعدة الأردن اقتصاديا.
وبيّن التل أنّه وخلال زيارة الملك عبد الله الثاني لواشنطن عرض على المسؤولين الأميركيين ما سمعه في موسكو، وكان القرار الأميركي بأن لا مانع لدى واشنطن بأن يسير الأردن بما تمّ الاتفاق عليه في موسكو.
وقال أنّ أولى نتائج اتّفاق الأردن مع روسيا، عقْد اجتماع عسكري بين ضباط أردنيين وسوريّين، تمّ الاتفاق خلاله على أن يقوم الأردن بضرب مجموعات مسلّحة في الجنوب السّوري، ليؤكد جدّيته في محاربة الإرهاب، وهذا ما حصل، حيث قام سلاح الجو الأردني بضرب تجمّعات لتنظيم داعش، وهناك معلومات غير مؤكّدة عن ضرب مواقع لجبهة النصرة من قبل سلاح الجو الأردني.
ولفت التل أنّ هناك معلومات على أنّه تمّ الاتفاق بالاجتماع السّوري الأردني على بنك معلومات ليقوم بضربها سلاح الجو الأردني لاحقاً.
وقال أنّ الأردن وبعد المتغيّرات الإقليمية والدّولية وإعادة التموضع لعدد من الدول وعدم التزام الدول الخليج الفارسي وخاصة السّعودية بدعمه، ما أدّى إلى عجز بالموازنة الأردنية للعام الحالي والذي بلغ حوالي 600 مليون دولار سيجري تغطيتها من خلال رفع الأسعار والضرائب وهذا من شأنه أن يهدّد الأمن الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
وتابع التل انّ الملك الأردني التقى قبل أيام بمجموعة من الإعلاميين الأردنيين حيث تمّ استعراض نتائج زياراته الخارجية خاصّة موسكو وواشنطن وتم التسريب بأنّ الملك طلب من الإعلاميين التسويق للموقف الأردني الجديد بخصوص سوريا لضمان عدم تأثّر الرأي العام الأردني بما يسوّقه الإخوان المسلمون وجماعات الإسلام السّياسي حول ما يجري في سوريا.
وأشار التل إلى أنّ هناك مشاورات أردنية مع العديد من الدّول لدراسة مخرج لدعوة سوريا لمؤتمر القمّة العربية التي ستُعقَد في عمّان أواخر الشّهر القادم، حيث يجري تداول صيغة تمّ استخدامها سابقاً حيث قام الأردن عندما عُقِدَت قمّة الوفاق والاتفاق في عمّان عام 1987 بدعوة مصر للقّمة رغم أنّ عضويتها كانت مجمّدة بجامعة الدّول العربية، وكانت القمّة المعبَر لمصر لإعادتها للصّف العربي وجامعة الدول العربية.
وحول فرص نجاح مؤتمر جنيف 4 قال التل أنّ عقد المؤتمر هو اختبار جدّي للدول التي أعلنت أنّها أعادت تموضعها وأنّها ستقوم بمحاربة الإرهاب وخاصّة تركيا والإدارة الأميركية الجديدة من خلال الضغط على المجموعات المسلّحة وما يُسمّى المعارضة لحضور المؤتمر والتعامل بواقعية خاصّة بعد تحرير حلب والانجازات التي يحقّقها الجيش السّوري وحلفائه في مختلف المناطق السّورية والنجاحات الكبيرة للمصالحات في العديد من المناطق.
وأردف التل أنّ جنيف 4 لن يحقّق اختراقات مهمّة لكنّه خطوة في الطريق الطويل لإنجاز التسوية السّياسية بعد تليين مواقف الدّول الداعمة للإرهاب واقتناعها أنّ مشروعها في سوريا هُزِم وأنّ عليها التعامل بواقعية بعيداً عن أحلامها في إسقاط الدّولة السّورية بعد الصمود الأسطوري للجيش والشّعب والدولة السّورية.
المصدر: فارس