زلزال سياسي في المغرب: حزب الاستقلال “يتحدث” عن “تصفيات” لمعارضين!

الجمعة 10 فبراير 2017 - 08:48 بتوقيت غرينتش
زلزال سياسي في المغرب: حزب الاستقلال “يتحدث” عن “تصفيات” لمعارضين!

هز زعيم حزب الاستقلال حميد شباط الطبقة السياسية والمغاربة بمقال نشرته صفحة الحزب في الإنترنت يتهم الدولة العميقة بارتكاب جرائم اقتصادية وتصفيات سياسية.

وزعم الحزب أن المقال هو رأي شخصي، ووصفت بعض الجرائد شباط بالانتحاري السياسي.

وفي تطور جديد، قامت وزارة الداخلية برفع دعوى ضد شباط، وقام الأخير بنشر حساباته المالية في الإنترنت متحديا الذين يتهمونه بالسرقة والاختلاس.

ونشرت صفحة حزب الاستقلال، وهو أقدم حزب في البلاد وله فروع في كل المحافظات وتغلغل وسط المجتمع المدني، مقالا بعنوان “ماذا يريدون من الأمين العام لحزب الاستقلال؟ ووجه انتقادات حادة للدولة العميقة في المغرب المعروفة باسم “المخزن”.

وزعم المقال بتورط جهات في اغتيال السياسيين على طريقة وادي الشراط، وهي تسمية يطلقها المغاربة على تصفيات السياسيين بعدما كانوا يستعملون في الماضي “سنوات الرصاص”.

 واتهم جهات نافذة في الدولة بالتحكم في القضاء للضغط على السياسيين المعارضين. وأشار الى نفس الجهات بتسريب ممتلكات السياسيين الى منابر إعلامية بغرض التشويه.

وطالب الكاتب بفتح تحقيق في ممتلكات شخصيات كبيرة في البلاد حول مصادر ثروتها وهي التي جاء تصنيفها في مجلة فوربس ضمن الأغنياء. وتحدثت المجلة الامريكية عن الملك محمد السادس ووزير الفلاحة عزيز أخنوش وهو مقرب من الملك ومليارديرات آخرين لا ينتمون الى عالم السياسة.

وقام حزب الاستقلال بإصدار بيان يقول بأن هذا ليس موقف الحزب لأن الحزب يعبر عن مواقفه عبر البيانات الرسمية والتصريحات، لكن حزب الاستقلال لم يطعن في مضمون المقال أو تبرأ من كاتبه بل قام بسحبه فقط من موقع الحزب في الانترنت بعدما بقي خمسة أيام في موقع الحزب.

وتتطابق أفكار كثيرة في المقال مع التصريحات التي أدلى بها حميد شباط هنا في باريس لقناة فرانس 24 في حوار أجرته معه منذ أيام. وصرح بالمناسبة أنه “يتبرع بأعضاء جسمه إذا مات شهيدا”. وهي إشارة واضحة بأنه يخاف على حياته.

وكتبت جريدة يابلادي باللغة الفرنسية أن كل الأسلحة أصبحت مباحة في المواجهة بين حزب الاستقلال والدولة العميقة “المخزن المغربي”. واختارت جريدة بديل اليسارية عنوان “رعب وفزع شديد وسط المغاربة بسبب مقال منشور على موقع حزب الاستقلال” بسبب الاتهمات الخطيرة بالتصفية. وانتقدت جريدة “الأحداث المغربية” زعيم حزب الاستقلال ووصفته بالانتحاري.

وزارة الداخلية تشتكي حزب الاستقلال للقضاء

وفي تطور جديد، أعلنت وزارة الداخلية المغربية رفع دعوى قضائية ضد شباط  بسبب الاتهامات التي نشرها الحزب حول اغتيال سياسيين. وأقدمت الداخلية على رفع الدعوى رغم أن الحزب كان سباقا الى سحب المقال والتبرء منه.

ومن شأن هذه الدعوى أن تعمل على مزيد من الاحتقان بين الداخلية والحزب، خاصة وأن وزير الداخلية حصاد تقدم بدعوى أخرى ضد عبد الله البقالي، مدير جريدة العلم الناطقة باسم الحزب، وهو نقيب الصحفيين المغاربة، بسبب تصريحات حول تزوير الانتخابات المغربية.

وتمر العلاقات بين حزب الاستقلال والسلطات المغربية “المخزن” باحتقان، ويقول أعضاء الحزب أنهم يرفضون تدخل السلطات في حزبهم للتأثير على اختيار الأمين العام المقبل للحزب، ويتعرضون للضغط للمشاركة في التآمر على حزب العدالة والتنمية حتى لا يشكل الحكومة المقبلة.

شباط يكشف عن حساباته البنكية

ويتحدث المجتمع المغربي عن فساد الطبقة السياسية والسلطات، ويتفاجأ بالتركيز فقط على زعيم حزب الاستقلال حميد شباط منذ الانتخابات التي جرت يوم 7 أكتوبر الماضي، بينما يطالب المغاربة بتحقيق شامل في ثورات المسؤولين.

ونشرت الصحافة المغربية مقالات تتحدث عن حسابات بنكية ضخمة للأمين العام لحزب الاستقلال. ورد الأخير بنشر حساباته النبكية وحسابات زوجته وأبناءه على موقع الحزب في الانترنت. وهو أول مسؤول سياسي مغربي  يقدم على هذه المبادرة في تاريخ المغرب ليظهر أنه لم يستغل نهائيا منصبه السياسي أو رئاسته لبلدية  فاس للاغتناء.

المصدر: رأي اليوم