الشعب البحريني شعبٌ مظلوم:
الشعب البحريني يعيش مظلومية مطلقة. هناك أيضاً يريدون الإعلان عن حركة الشعب باعتبارها حركة طائفية مذهبية لمجرد أن الشعب من الشيعة، و الحال أن القضية ليست كذلك. طبعاً الشعب البحريني شيعي وقد كان شيعياً على امتداد التاريخ، الأكثرية فيه شيعية، بيد أن القضية ليست قضية شيعة وسنة. القضية هي أن هذا الشعب مظلوم ومحروم من أبسط حقوق المواطنة في بلده و على أرضه. إنه شعب يطالب بحقه، يطالب بحق التصويت والاقتراع ويقول نريد تمكيننا من التصويت وأن يكون لنا دور في تشكيل الحكومة. وهذه ليست جريمة إنما هي حق مشروع. وإذا بالأمريكان الكاذبين المرائين المخادعين الذين يتشدقون بحقوق الإنسان ومزاعم الديمقراطية يتصرفون بتلك الطريقة ضد الشعب البحريني. هم ينكرون الأمر طبعاً، ويقولون لسنا نحن المسؤولين إنما هم السعوديون، لكن السعوديين لم يكن بإمكانهم الدخول إلى البحرين وارتكاب تلك الأعمال الدامية المريرة من دون ضوء أخضر من أمريكا. لذا فالأمريكيون هم المسؤولون.
نحن قلقون جداً مما يجري في البحرين. فالشعب البحريني يتعرض للجفاء والظلم وتقطع له الوعود ولا يتم الوفاء بها. الشعب البحريني شعب مظلوم. ولا يخفى إنّ كل حركة، كل خطوة تكون في سبيل الله، وتكون معزّزة بالعزم والإرادة، فإنّها قطعاً ستنتهي إلى النجاح وتحقق الانتصار؛ وهذه القاعدة تجري في كل مكان، وتجري هناك (في البحرين) أيضاً.
الأجهزة الإعلامية تحاول عزل الشعب البحريني:
لاحظوا أن جمیع الأجهزة الإعلامیة في العالم الیوم – و هذا مثال بسیط و قائم أمام الأنظار – تحاول عزل الشعب البحریني والحرکة في البحرین. فما سبب هذا الذي یقومون به؟ لأنه القضیة قضیة شیعة و سنة. یریدون زرع الخلافات ورسم الخطوط والفواصل والفوارق. لا فرق بین المسلمین والمؤمنین من هذا المذهب الإسلامي وذاك المذهب الإسلامی، فالوجه المشترك بینهم جمیعاً هو الإسلام. الوجه المشترك بین الجمیع هو الأمة الإسلامیة. وحدة الأمة الإسلامیة. رمز الانتصار واستمرار الحرکة هو التوکل على الله، وحسن الظن بالله، والاعتماد علیه تعالى، وحفظ الوحدة و التلاحم.
نحن ندعم المظلوم:
والشعب البحريني كذلك شعب مظلوم، والشعب الفلسطيني أيضًا يعاني من ظلامة مزمنة ويتعرض للضغوط منذ سنوات طويلة. ونحن ندعم المظلوم بكل ما أوتينا من قوة وبمقدار إمكانياتنا ووسعنا، وهذا واجب في أعناقنا وقد أمرنا الإسلام بذلك قائلاً: "كن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً"، هذه هي وصية أمير المؤمنين.
إننا ننصحهم:
نحن لم نتدخل في قضية البحرين ولن نتدخل لاحقاً، ولكننا ننصحهم، هناك أيضاً يوجد اختلاف سياسي؛ وها هم يعملون على تحويل هذا النزاع السياسي إلى حربٍ أهلية؛ ولو كانوا يتمتعون بالوعي والمعرفة والتعقل السياسي، فليكفّوا عن هذا العمل. لأن المعارضة والنزاعات السياسية قد تحدث في أي بلد، فلماذا يقومون بما يدفع الشعوب نحو العنف ويحرّض الناس على قتال بعضها البعض؟ هذه، وللأسف، أخطاء يشاهدها الإنسان اليوم في بعض البلدان الإسلامية الأخرى.
حقيقة القضية البحرينية.. اعتراض شعبٍ على الظلم الذي يتعرض له
وأما قضية البحرين فإنّها بلحاظ الماهية مشابهة تماماً للقضايا الأخرى في بلدان المنطقة. أي إنّ قضية البحرين لا تختلف أبداً عن قضية مصر وتونس وليبيا؛ فهناك شعبٌ، وحكومة تتجاهل حقوقه الأساسية. فماذا أراد شعب البحرين بهذه النهضة؟ إنّ مطالبهم الأساسية هي أن تجري الانتخابات وأن يكون لكلّ شخصٍ صوته، فهل هذا كثير؟ وهل هذا توقّعٌ كبير؟ ففي البحرين يوجد انتخابات صورية، لكنّ الناس هناك لا يتمتّعون بحقّ التصويت بمعنى أن يقوم كلّ واحدٍ بالإدلاء بصوته؛ فهم يتعرّضون للظلم. وهنا استغلّ الغربيّون الفرصة من أجل التدخّل في قضايا المنطقة،وذلك بطرح قضية جديدة هي قضية الشيعة والسنة. فلأنّ أهل البحرين المساكين شيعة فلا ينبغي أن يقوم أحدٌ بدعمهم! فالمحطات التلفزيونية التي كانت تبثّ تفاصيل قضايا المنطقة سكتت بما يتعلّق بقضايا البحرين ولم تنقل مجريات ذبح الشعب هناك؛ ثمّ يأتي بعض الناس من دول الخليج الفارسي سياسيون ومحلّلون لينطقوا بتلك الترهات ويقولوا إن قضية البحرين هي حرب بين الشيعة والسنّة. أيّ حربٍ بين الشيعة والسنّة؟ إنّه اعتراض شعبٍ على الظلم الذي يتعرّض له؛ تماماً مثلما جرى في تونس وفي مصر وفي ليبيا، وكذلك في اليمن، فلا فرق بينها. والأمريكيون فرحون لأنّهم استطاعوا بواسطة الأبواق الإعلامية التابعة لهم في المنطقة من جعل قضية البحرين قضية خلاف بين الشيعة والسنّة؛ فهم يحولون دون وصول المساعدات التي يمكن أن تصل إلى هذا الشعب المظلوم ويبدّلون بنفس الوقت ماهية القضايا ويشيعون ذلك. يقولون لماذا تدعم إيران شعب البحرين.
إنّ ذروة الوقاحة الأمريكية في أنّها لم تعتبر تدخّل الدّبابات السعودية التي جاءت إلى وسط شوارع المنامة في البحرين تدخّلاً؛ لكن عندما يقول مراجع تقليدنا وعلماؤنا والخيّرون فينا لا تقتلوا الشعب، يعتبرون ذلك تدخّلاً! هل هذا تدخّل؟! عندما نخاطب حكومة ونظاماً ظالماً ونقول لا تقتل شعبك، هل هذا تدخّل؟ أمّا أن تأتي الدبّابات الأجنبية وسط شوارع البحرين فهذا ليس تدخّلاً ! هذا أوج وقاحة الأمريكيين وأذنابهم في المنطقة الذين يقومون بمثل هذا التحرّك وينطقون بمثل هذه التصريحات ويمارسون هذه الدعايات. وبالطبع، برأينا أنّ السعودية قد ارتكبت خطأً وما كان ينبغي أن تفعل هذا، فهي تجعل نفسها مبغوضة في المنطقة. حسناً، الأمريكيون بعيدون آلاف الكيلومترات عنّا، فلو أصبحوا مكروهين فمن الممكن أن لا يشكّل الأمر بالنسبة لهم مشكلة، لكنّ السعوديين يعيشون في هذه المنطقة، ولو كرهتهم الشعوب فإنّ هذه ستكون خسارة كبيرة لهم. فقد ارتكبوا خطأً بقيامهم بهذا العمل. وكلّ من يرتكب هذا الأمر فإنّه مخطئ.