هل الأطفال فعلا أكثر قدرة على تعلم اللغات من الكبار؟

الخميس 26 يناير 2017 - 10:27 بتوقيت غرينتش
هل الأطفال فعلا أكثر قدرة على تعلم اللغات من الكبار؟

الكثير من الكبار ممن يرغبون في تعلم لغة جديدة يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل في أنهم قد لا يستطيعون ذلك، ويعتقدون أن الأطفال لديهم عقول متفتحة، وذاكرة أفضل، لكن على ما يبدو أن ذلك خرافة، ليس إلا.

وجد الباحثون المتخصصون في اللغويات أنه وتحت ظروف خاضعة للسيطرة، يمكن أن يكون الكبار أفضل في تعلم اللغات، وهذه أسباب يمكن أن يكون فيها الكبار كقوة الأطفال (أو أقوى) في تعلم اللغات الأجنبية.

في حين أن الأطفال لا يزالون يتعلمون بدائيات اللغة، يوجد لدى الكبار فهم أكثر تطورًا لها، مثل القواعد النحوية، أو الإملائية. فهم يعلمون بالفعل كيفية بناء جملة، وعلامات الترقيم والإملاء. بينما هذه المهارات لا تزال قيد التطور لدى الأطفال. علاوة على ذلك، يوجد لدى الكبار فهم تصوري أكثر للغة، كما أنهم أكثر قدرة على تطبيق قواعد اللغة.

كلما كان المتعلم أصغر سنًا، كلما كان أفضل في تقليد الأصوات الجديدة، واعتماد النطق الجديد، حيث يكون الدماغ أكثر تفتحًا للأصوات والأنماط الجديدة في مرحلة ما قبل المراهقة. كما أن المتعلمين الصغار أكثر مهارة في تحديد الفروق الصوتية، وهو ما يفسر عدم قدرة متعلمي اللغة الإنجليزية الكبار على التمييز بين “Fries” و “Flies”.

في حين أنه قد يكون لدى المتعلمين الكبار الحديث بلكنة قوية أقل كفاءة، وكذلك النطق، لكن أي التباس قد يحصل يمكن تمييزه من خلال السياق. وعلى الرغم من أن النطق قد يكون سيئًا، إلا أن اللكنة يجب ألا تعيق التواصل.

ان كنت ترغب بتعلم اللغة، فتعلمها كما يتعلمها الصغار. فتعلم اللغة مرتبط بتوفر الفرصة الجيدة للتعلم وليس القدرة، فالأطفال الذين يتعلمون في المدارس يستمدون الفائدة من المنهاج المنظم، والمعلمين ذوي الخبرة، وتوفر الأدوات التعليمية مثل الكتب ومقاطع الفيديو والألعاب المتعلقة باللغة الأجنبية. وبوجود المتعلمين الكبار في بيئة مشابهة، فإنهم سيتعلمون اللغة بنجاح.

الكبار الذين لا يستطيعون تحقيق النجاح في تعلم اللغات هم في الغالب أولئك الأشخاص الذين يدرسون في المنزل باستخدام البرمجيات التعليمية أو التطبيقات. بدون دعم المعلم، أو إجراء المحادثات بشكل ثابت، فمن السهل أن تصبح الدراسة غير منظمة.

ما يميز تعلم الأطفال هو الصفوف الموجهة للغة، والتي تميل في الغالب للعب، فالأغاني والأناشيد أكثر وجودًا في دروس الأطفال، إلى جانب الأنشطة البدنية المختلفة، بينما تميل دروس الكبار لأن تكون مفاهيمية وتحليلية أكثر، وهو ما يضيع عليهم هذه الفرصة.

عليك ألا تقلق من المقارنات، يستخدم الأطفال مفردات أكثر بساطة من الكبار، الذين يكون سقف التوقعات لهم أعلى للحديث في مواضيع أكثر، وفي أماكن مختلفة، لذلك يكون الكبار أكثر حرجًا عند الحديث بلغة جديدة، بينما الأطفال أقل شعورًا بالحرج، لذلك بإمكانهم التواصل دون رهبة.