بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
أرحب بكل الإخوة والأخوات الأعزاء. الحق أن أريج القرآن يتضوع في أجواء الحياة عندما يشرع قراء القرآن وحفاظه وأهله والمصاحبون له بتلاوة آيات القرآن. إنني أتقدم بالشكر لكل العاملين والمساهمين في هذه المراسم الحسنة، وأتقدم بالشكر للقراء المحترمين والذين قدموا اليوم برامجهم.
نتمنى أن يجعلنا الله من أهل القرآن، وينبغي أن يكون الإنسان من أهل القرآن. تلاوة القرآن مقدمة وليست هدفاً، والهدف هو التخلق بأخلاق القرآن الكريم. روي عن زوجات الرسول المكرمات أنهن قلن عن أخلاق الرسول الأكرم (ص): «كان خلقه القرآن» (2). بمعنى أن الرسول الأكرم (ص) كان قرآناً مجسداً. لتكن سلوكياتنا وأخلاقنا وتخلقنا الشخصي طبقاً للقرآن، هذا شيء لازم وواجب. تلاوة القرآن الكريم مقدمة لهذا، وليس هذا وحسب، ففضلاً عن التكوين الشخصي طبقاً للقرآن ينبغي أن يكون مجتمعنا وأجواء حياتنا قرآنية هي الأخرى.
ينبغي أن لا ندع الجاهلية تفرض نفسها على مجتمعاتنا وحياتنا، وقد فعلت ذلك. العالم الإسلامي اليوم يعاني ويتألم تحت نير ضغوط الأنظمة الجاهلية. يعاني العالم الإسلامي اليوم من الضعف والفقر والاختلاف والحروب الداخلية ويعاني من استهلاك مصادره وطاقاته الداخلية العظيمة ضد نفسه. لقد فرضوا هذا على العالم الإسلامي، والقرآن الكريم يروم إخراجنا من تحت هذه الضغوط، فعلينا الوصول إلى تلك المرحلة. يجب أن نتعلم القرآن ونصحبه ونأنس به ونسلم أمام القرآن ونتحلى بالعزم والإرادة للسير نحو أهداف القرآن، وعندئذ سنستطيع. إذا سرنا خطوة واحدة فإن الله تعالى سيمنحنا طاقة مضاعفة. هذا هو الشيء الذي ينبغي على الشعوب المسلمة اليوم إدراكه، ينبغي إدراك هذا الشيء، ولنقطع خطوة في هذا الاتجاه ونجرّب.