نبذة عن سيرة وحياة الإمام الخامنئي دام ظله 7

الثلاثاء 24 يناير 2017 - 10:48 بتوقيت غرينتش
نبذة عن سيرة وحياة الإمام الخامنئي دام ظله  7

 بثّ أوّل مقال من الإذاعة الإسلاميّة

 إنَّ من الأعمال الحسنة الّتي أقدمت عليها وحدة الإعلام في مكتب الإمام هي إصدار نشرة باسم (الإمام) وذلك بمناسبة ذكرى إقامة الإمام قدس سره بطهران، وقد كتب سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ عدّة مقالات في هذه النشرة، والشيء الجميل هو أنّه بعد سقوط الإذاعة بأيدي الشعب في 22 بهمن، كان المقال الّذي كتبه سماحته بقلمه تحت عنوان (بعد الانتصار الأوّل) هو أوّل مقال إسلاميّ يُقرأ في الإذاعة.

حادثة الإغتيال

تعرض سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله بتاريخ 27/6/1981م لمحاولة اغتيال نفّذها المنافقون، وذلك أثناء إلقائه خطابًا في مسجد "أبو ذرٍّ" جنوبيَّ طهران.

فأصيب سماحته نتيجة المحاولة عدّة إصابات نقل على إثرها إلى المستشفى، ولكن أبى الله إلاّ أن يُتمّ نوره، وحفظ وجوده المبارك لخدمة الإسلام والمسلمين. فعاد سريعًا لمزاولة نشاطه والقيام بوظيفته بعد أن تماثل للشفاء.

يقول سماحته حول هذه الحادثة:

"أنا من تلك اللحظة (لحظة إصابته) أحسست أنّ الله يريدني لمهمَّة كبيرة. وقد أعددت نفسي لها. وبطبيعة الحال في ذلك اليوم لم أكن لأحدس ما هي هذه المهمَّة؟ ولكنّي أيقنت أنّ عليّ الاستعداد لتحمّل ثقل كبير في سبيل الله ومن أجل الثورة، وفي خدمتكم أنتم أيّها الناس".

وعلى إثر محاولة الاغتيال، أبرق إليه الإمام الخمينيّ قدس سره كلمة جاء فيها:

"والآن وبعد أن قام أعداء الثورة بالاعتداء عليكم, وأنتم من ذريّة الرسول الأكرم ومن آل بيت الحسين بن عليّ عليهما السلام، ولم تقترف ذنبًا سوى خدمة الإسلام والوطن الإسلاميّ، ولم ينتقموا منك إلّا لأنَّك جنديّ مستبسل في جبهة الحرب، ومعلِّم في المحراب وخطيب مُفوَّه في صلاة الجمعة والجماعة ومرشد مخلص في ميادين الثورة, فإنَّهم برهنوا على مستوى تفكيرهم السياسيّ ومدى دعمهم للشعب ومخالفتهم للظالمين (اسلوب استنكاري,اي عن مدى اذيتهم للشعب واطاعتهم للظالمين).

لقد جرح هؤلاء، باعتدائهم عليك، مشاعر الملايين من المؤمنين في شتّى أنحاء العالم.

إنّ هؤلاء المحرومين من الرؤية السياسيَّة, إلى درجة أقدموا فيها على هذه الجريمة بعد خطابكم في مجلس الشورى وفي صلاة الجمعة وفي الجماهير الشعبيَّة مباشرة، واعتدوا على شخص كانت دعوته إلى تحقيق الصلاح والسداد تدوّي في آذان مسلمي العالم,إنّ هؤلاء وبعملهم اللاإنساني هذا، وبدلًا من أن يستفزّوا ويرعبوا الشعب، زادوا من عزم المسلمين وجعلوا صفوفهم أكثر تراصًَّا. ألم يحن الوقت بوقوع هذه الأعمال الوحشيّة والجرائم الحمقاء، كي يتخلّص شبابنا الأعزَّاء المخدوعون من أفخاخ خيانة هؤلاء، ويمنع الآباء والأمهات شبّانهم الأعزّاء من أن يصبحوا قرابين لأهواء الجُناة، ويحذّروا أبناءهم من المشاركة في جرائمهم؟ ألا يعلمون أنّ القيام بهذه الجرائم سيجرّ أبناءهم إلى الضياع والانحطاط وسيخسرون أبناءهم باتِّباعهم شرذمة من الفسدة الجناة؟

  إنَّنا نفخر عند ساحة الباري تعالى ووليّه بقيَّة الله (أرواحنا فداه) بجنود لنا في الجبهة وخلفها يقضون الليل في محراب العبادة والنهار بالجهاد في سبيله. إنَّني أهنِّئك أيّها الخامنئيّ العزيز على خدمتك لهذا الشعب المظلوم في جبهات الحرب بملابس القتال وخلف الجبهة بالزَّيِّ العلمائي، وأسأل الله أن يعطيك السلامة لتمضي في خدمة الإسلام والمسلمين".

 كما أبرق رئيس مجلس القضاء الأعلى آية الله محمّد الحسينيّ بهشتي -قبل استشهاده بساعات- مخاطبًا آية الله العظمى الخامنئيّ في المستشفى قائلًا:

 "إنّ المحاولة الفاشلة لأعداء الإسلام والثورة والوطن الإسلامي في اغتيال ذلك الأخ، أثبتت مرّة أخرى أن أعداء الإسلام والشعب الألدّاء لم يألوا جهدًا في ارتكاب أيَّة جريمة تحقيقًا لأهدافهم المشؤومة. إنّ أعمالهم الوحشية هذه ستفجَّر غضب الشعب الثائر ضدّ الّذين باعوا أنفسهم للآخرين وستعزلهم أعمالهم عن المجتمع أكثر يومًا بعد يوم.
 أسأل المتعال أن يُمنَّ بالسلامة على الأخ العزيز والمجاهد بأسرع وقت ليستمرّ في جهاده في خندق الإسلام".

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 السيّد محمّد الحسينيّ (بهشتي)

 

وقد أبرق سماحة آية الله العظمى الخامنئيّ دام ظله من جانبه جوابًا إلى الإمام قدس سره هذا نصّه:

 سيّدي ومقتداي سماحة آية الله العظمى الإمام الخمينيّ قدس سره روحي لك الفداء.

 سلام الله وسلام عباده الصالحين عليك.

 مرّة أخرى يشملني الله سبحانه وتعالى برحمته الواسعة، فأجدُ نفسي مغمورة بالألطاف الربانية الخفيّة والعلنيّة. أسأل الله العليّ القدير أن يوفّقني لحمده وشكره على ألطافه ونعمائه ما دمتُ حيًّا، كما أنّي مؤمن بأنّ لدعائكم مناجاتكم الأثر الأكبر في نجاتي من كيد المنافقين والظالمين، حفظكم الله ذخرًا وملاذًا للإسلام والمسلمين، آمين رب العالمين. لقد أعدّ المؤمنون أنفسهم للشهادة في سبيل الله باذلين أرواحهم ومتاعهم اليسير، فالمؤمنون منه وإليه. ذلك نهج تعلّمه المؤمنون في مدرستكم وذاك كأس شربوه من معين كوثركم. 

 لقد علّمتنا أيُّها الإمام أن نعزَّ الإسلام ونغذّيه بمهجنا حتّى يتحقّق ويثمر وتثمر معه شجرة النبيّ وآله الأطهار، وحتّى يختلط زلال الكوثر بدماء الشهداء والصدّيقين، فلا نبالي بالمصائب والويلات في هذا السبيل، وكلّ ما نخشاه أن نُحرَم فلا نُوَفّق إلى الحياة الأبديّة ونعيمها الأزليّ.

نشكر الله ونحمده بشمول آل يزيد وعبيد الله بلعنة الله وملائكته في الآخرة وبالخزي والعار في الدنيا، في حين يحتلّ الحسين عليه السلام وآله الطيبون وأصحابه قلب التاريخ البشريّ وصميم الإنسانيّة. ولي وطيد الأمل أن يستفيد المارقة والقاسطة والناكثة المعاصرون في إيراننا العزيز من التاريخ، فيعودوا إلى الإسلام ويتفيّئوا بظلاله ويتعاونوا في بعث الإسلام من جديد وجني ثماره الطيّبة.

وأنا الذي أعتبر نفسي جُنديًّا بسيطًا من جُند الله بل وقطرة في بحر حزب الله الهائج مستعدٌّ لأقارع الأعداء والمنافقين إلى آخر قطرة من دمي، وسأجعل من ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ شعارًا بل أنشودة أنشدها في كلّ يوم، بل وفي كلّ لحظة.

وختامًا، أسأل الله تعالى دوام الصحّة والسلام لشخصكم الكريم، فيطيل عمركم الشريف ويجعلكم ذخرًا للثورة الإسلاميّة في إيران، وملاذًا لكلّ المسلمين والمستضعفين في العالم، آمين رب العالمين.

(ابنكم السيّد عليّ الخامنئيّ)

تصنيف :