و مع دخول اللإنسان مرحلة الشباب يمر بعدة تغيرات كبيرة و جذرية ، و تلك التغيرات تكون نفسية و بدنية على السواء ، حيث يبدأ جسم الإنسان بعد إجتيازه فترة المراهقة في الميل إلى الإستقرار و الثبات على هيئة ما ، و يبدأ الشخص في التخلص من القلق و الوساوس التي صاحبته طوال فترة مراهقته ، و تبدأ هموم الشباب في الظهور لتحل محل الهموم القديمة التي تميز فترة المراهقة .
و تبدأ تلك المشاكل الكبرى في الظهور مع انتهاء مرحلة الدراسة و الإصدام بسوق العمل الذي يتلطب العديد من المهارات و الوسائل التي لا يمكن للجميع تحقيقها أو العمل بها ، و المجتمع الذي يتطلب من الشاب عدم الإلتزام بمبادئه و العمل بحسب المطلوب ، و هو ما يجعل الشباب في صراع دائم و كبير مع السلطة الأبوية و المجتمعية ، و حتى سلطة الدولة . فالشباب سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً يريدون تحقيق ذاتهم و طموحاتهم الخاصة ، و يصطدمون بأشكال إجتماعية تفرض عليهم العديد من القيود في التصرفات و العمل و العلاقات ، بالإضافة إلى ما يمكن أن يواجهه الشباب من إحباطات عديدة في التعليم أو التطلعات للحياة بعد انهاء فترة الدراسة ، أو الإجبار على العمل في مجالات محدودة بسبب الحاجة لتوفير الأموال ، أو عدم القدرة على العمل كما الحال في العديد من البلدان العربية و العالم ، و في حالة وجود فرص عمل ضئيلة فإنها تكون ذات دخل محدود لا يفي بمتطلبات الحياة و لا يمكن الشاب من البدء في تكوين أسرة ، مما يدفع العديد من الشباب إلى الأعمال غير المشروعة ، أو الإتجاه إلى الإدمان كوسيلة للهروب من الواقع المرير ، أو التدين المفرط الذي يؤدي في النهاية إلى السقوط في مستنقع الإرهاب ، و الذي يبدأ بكونه وسيلة للهرب من مشاكل الواقع أيضاً .