المرأة العاملة وجدلية التوفيق بين الوظيفة والتربية

الإثنين 9 يناير 2017 - 13:26 بتوقيت غرينتش
المرأة العاملة وجدلية التوفيق بين الوظيفة والتربية

العائلة مصنع المتميزين، هذا أمر متَّفَق عليه، فالتربية لها الدور الأول في هذا الجانب، تأتي بعد ذلك عوامل اخرى مثل الوراثة والذكاء وما شابه، والكل يتّفق ايضا على أن المرأة هي الموجّه التربوي الأول للطفل، فهي التي تصنع الابطال في مواجهة الحياة والتميّز بها، أو العكس

ولكن مع كل يوم جديد يتغير العالم الذي نعيشه، وتستجد فيه امور كثيرة، من بينها طبيعة حياة المرأة، فلم تعد حياتها محصورة في البيت والتربية، خاصة ان العائلة والمرأة باتت تحتاج الى موارد اضافية تتوافق مع تطور الحياة، فصارت قضية نزولها الى العمل خارج البيت أمرا لا سبيل لتجاوزه، فهي كائن يحتاج الى ضرورات الحياة مثل الرجل تماما، وهي تملك المواصفات التي تمكنها من الوقوف جنبا الى جنب مع الرجل.

 وقد اهتم الاسلام ببناء وتشكيل الاسرة باعتبارها الخلية الاساس في المجتمع، وان الاستقرار النفسي والعاطفي للأفراد لا يأتي إلا من خلال التربية الصحيحة التي تؤديها المرأة في دور امومتها، وبما ان الكثير من النساء يحتجن للخروج من المنزل والعمل لساعات طويلة، فإنها بلا شك ستؤثر على تربية الابناء وسلوكياتهم وهنا تحتاج المرأة الى التوازن والوصول الى نقطة توازن بين بيتها وعملها، لهذا تحتاج الام العاملة لكثير من التنظيم كي تنجح بالمجالين وإلا سيصبح عملها اهم من بيتها وتربية اطفالها او العكس، وعلى الرغم مما تحققه المرأة من نجاحات في العمل نجد ان هناك آراء مختلفة حول عملها، بين مؤيد ومعارض، فهناك من يرى ان عمل المرأة يجعلها مقصرة في واجباتها الاسرية ويشغلها عن تكوين أسرة وبناء أناس ناجحين، وآخرون يؤكدون ان عمل المرأة ضرورة في ظل الحياة الاقتصادية الصعبة.

من ناحية أخرى اكدت بعض الدراسات الاجتماعية ان ابناء المرأة العاملة أفضل من غيرها، لأنها تكون واعية أكثر وعلى قدر من المسؤولية والثقة بنفسها، وتحاول جاهدة ان تعوض اسرتها عن الوقت الذي تقضيه في العمل وبحكمة أكثر، بينما الام المتفرغة تنحصر حياتها داخل دور واحد وهو رعاية أسرتها، فهي تعتمد على الزوج تماماً في الدخل والانفاق عليها وعلى الأسرة، وقد تشعر بالإحباط والانعزال عن العالم الذي تعيش فيه.