يقع هذا الضريح المبارك على مسافة 95 كم جنوب غربي ناحية " دو كنبدان " التابعة لمدينة " كجساران " حيث يستقر على سفح جبل " زرد " على مشرفة واد كبير قرب قرية أطلق عليها اسم بي بي حكيمة أيضاً تيمناً بهذه العلوية الطاهرة.
هذا المرقد المقدّس يعد أشهر الأضرحة الواقعة جنوبي الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث يستقبل سنوياً أعداداً هائلة من الزائرين الوافدين من إيران ومختلف البلدان الإسلامية كالكويت والبحرين والإمارات وقطر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا.
هناك العديد من الروايات والاخبار التأريخية حول مجيء هذه العلوية الطاهرة إلى إيران، ويؤكد بعضها على أنها هربت من جور وطغيان سلاطين بني العباس الذين قمعوا أتباع أهل البيت ولا سيما السادة الهاشميين الذين كانوا يقتلونهم أينما يجدونهم، لذلك هاجرت إلى المناطق الآمنة في إيران حالها حال الكثير من أهلها وأقاربها وأجدادها، حيث شدت رحالها مع قافلة أخيها السيد أحمد بن الإمام الكاظم (عليهما السلام) المدفون في مدينة شيراز والمعروف باسم " شاه جراغ " قاصدة الذهاب نحو إقليم خراسان لكن جلاوزة المأمون هجموا على هذه القافلة وشتتوا شملها لتذهب كل فئة منها إلى جهة، والعلوية بي بي حكيمة خاتون (عليها السلام) هربت مع جارية لها بعد أن قتل غلامها والتجأت في أحد الكهوف الواقعة على سفح أحد الأودية الكبيرة لكنها سرعان ما فارقت الحياة إثر مرض أصابها.
في نهاية القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجريين تم تشييد ضريح لهذه العلوية الهاشمية بواسطة أبي محمد حسن الذي كان حاكماً على مدينة " أرجان " آنذاك ومن ثم شيئاً فشيئاً تم توسيع هذا الضريح في العهود اللاحقة وإبان العهد الصفوي أمر الشاه عباس بإعادة ترميمه ومن ثم رممه أيضاً كل من حسن علي خان زنكنه في عام 1099 هـ وعطاء الله بيك والأمير السلطان أويس والي بهبهان.
في مقربة من مرقد العلوية الطاهرة بي بي حكيمة خاتون (عليها السلام) هنا مرقد آخر لجاريتها التقية المخلصة المسماة " گل گل خاتون ".
يبلغ ارتفاع مبنى الضريح المبارك أكثر من 10 م ومساحته تتجاوز 420 متراً مربعاً وهناك مدرج مكون 12 درجة يوصل بوابة البقعة المقدسة بالضريح المبارك المقسم إلى صالتين إحداهما للنساء والأخرى للرجال، وهناك باب اسمه " باب المراد " يقال إنه كان مدخلاً للكهف الذي التجأت إليه العلوية بي بي حكيمة خاتون (عليها السلام) مع جارتها التي كانت برفقتها للنجاة من كيد طغاة العصر وشياطين الدهر.
01:45