كما وأنّ العلاقة وطبيعة العلاقة والتربية تختلف بين الأُم والأب وعلاقتهما بالأولاد. كما من المهم الأخذ بعين الإعتبار أمراً قلما يتنبه إليه الأهل أو حتى لو تنبهوا له فنراهم ينكرونه وهو نوعية العلاقة التي تختلف كثيراً بين الأهل وكل من الأبناء. فعلى الرغم من أنهم يعتبرون أنفسهم منصفين وعادلين في التربية، فهناك عدد من العوامل تلعب دوراً في التمييز.
فعلاقة الأهل بالأبناء مرتبطة بعمر الأبناء، تطور العلاقة على مستوى العلاقة الأحاديثة مع الوالدين في حال انفصال الأهل أو حتى في المنزل الواحد فيطور الولد علاقات مختلفة مع كل من الأبوين.
حين نظن كأهل أننا نتعامل مع الأبناء بنفس الطريقة أو نظن أننا نعدل مع الأبناء، نكون مخطئين وبالتالي قد يؤدي هذا الفعل إلى الكثير من الاضطرابات النفسية لدى الأبناء والتي تظهر بحسب العمر وحدة تأثيرها في الأبناء وطبيعة شخصية الأولاد مثل غياب الثقة بالنفس، كراهية وغيرة تجاه الأخوة، تباعد مع الأهل، تراجع في المدرسة، عدم النوم، بكاء أو إنزواء وغيرها من العوارض التي قد لا تبدو مرتبطة بحاجات الولد، لكنها مرتبطة بشكل مباشر بكل شيء.
هذا إذا كنّا نتحدّث عن الحاجات في التربية والاهتمام بالأبناء، لكن هناك حاجات خاصة فريدة لا تقل أهمية عن أي حاجات أخرى. لذا على الأهل الوعي الكامل لمرافقة الابن ومعرفته عن كثب والإنتباه لأدق التفاصيل مثل التعامل بشكل صحيح مع مشاعره ومن أبرزها الخوف.. فحتى مخاوف الأبناء قد لا تكون متشابهة مثل الخوف من العتمة والخوف من ترك الأهل له وحيداً، فإذا كان أحد الأخوة لا يخاف من العتمة فهذا لا يعني الإستخفاف بخوف الأخ الآخر، على العكس يجب مساعدته لتخطيه. بالإضافة إلى حاجة الأبناء إلى أوقات مختلفة للدرس، فمنهم مَن يحتاج لساعات طويلة كي ينتهي من القيام بفروضه المدرسية.. فلا يمكن للأهل التعامل مع كل الأبناء بنفس الطريقة وإعطائهم نفس الوقت للدرس، إنما عليهم إيجاد محفزات تتناسب مع كل ولد. حتى في اللعب، فحاجات الأولاد تختلف كثيراً من ولد إلى آخر، فنوع اللعب والحركة التي يحتاج لها الولد تختلف عن حاجات أخيه أو أُخته، لذلك حين يدرك الأهل هذه الفوارق تحديداً حين يكون الفارق عائقاً بالنسبة للإبن، تسهل المهمة ويشعر الولد بالراحة.
عزيزي القارئ!
في أغلب الأحيان ما يقوم به الأهل من أخطاء في التربية والتعامل مع الأبناء والتقصير الذي يقومون به تجاه الأبناء لا يكون عن قصد ولا بنيّة قهر الولد، فأحياناً يظن الأهل أنّ المعاملة بالمثل أي بالمساواة هي الحل للتربية السليمة، في حين أنّ الفارق بين المعاملة بالمثل والمعاملة بالعدل والإنصاف ينقصها معرفة الأهل جيداً لأبنائهم والعيش قريبين منهم بمعنى المراقبة عن بُعد لتصرفات وطباع وسلوكيات وحاجات الإبن التي غالباً ما يعبر عنها بكل الطرق إلّا بالكلام، والإصغاء لهذه الحاجات أكثر من فرض نظام موحد قد يخلق إحباط لدى بعض الأولاد ويتماشى مع قدرات الأبناء الآخرين، في حين أنّ الوعي ضروري في تطبيق هذه التقنية إلى عدم إثارة غيرة أحد الأبناء إذا تطلب الوضع اهتماماً أكبر بأحد لتأمين والتعامل مع حاجاته.