إنّ تقوية روح الأخوّة والتآلف هي الدرس الكبير للحجّ. فهنا يُمنع حتّى الجدال وخشونة الكلّام مع الآخرين. الملبس الموحّد، والأعمال الموحّدة، والحركات الموحّدة، والسلوك العطوف يعني هنا المساواة والإخاء بين كلّ المؤمنين بمهد التوحيد هذا والذي تهوي إليه أفئدتهم. هذا ردّ إسلامي صريح على كلّ فكر وعقيدة ودعوة تُخرج جماعة من المسلمين والمؤمنين بالكعبة والتوحيد من دائرة الإسلام. لِتعلَم العناصر التكفيريّة التي هي اليوم ألعوبة ساسة الصهاينة الغادرين ورعاتهم الغربيّين، والتي ترتكب الجرائم المروّعة وتسفك دماء المسلمين والأبرياء، وليعلم بعض أدعياء التديُّن والمتلبسين بزيّ علماء الدين من الذين ينفخون في نار الخلافات بين الشّيعة والسنّة وغيرها، ليعلموا أنّ مناسك الحجّ بذاتها تبطل ما يدّعون وما يزعمون والعجيب أنّ الذين يعتبرون مراسم البراءة من المشركين، والتي لها جذور وأصل في سيرة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من الجدال الممنوع، هم أنفسهم من أكثر العوامل تأثيراً في إيجاد النزاعات الذاتيّة بين المسلمين.
وإنّني أعلن مرّة أخرى، وكما هو رأي الكثير من علماء المسلمين والحريصين على الأمّة المسلمة، أنّ كلّ قول أو عمل يؤدّي إلى إشعال نار الاختلاف بين المسلمين، وكلّ إساءة لمقدسات أيّ من الجماعات الإسلاميّة أو تكفير أحد المذاهب الإسلاميّة، هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للإسلام، وهو حرام شرعًا.
نداء سماحة القائد الخامنئي إلى حجاج بيت الله الحرام
2016/06/01