ما لهذا العالم، لم يتحدث عن إنتهاك حقوق الإنسان في اليمن من قبل تلك الدول التي تشارك في الحرب مباشرة، مثل السعودية والإمارات، وايضا تلك الدول التي تزود هذه الاطراف بالسلاح الفتاك والقنابل والصواريخ المدمرة، وعلي رأسها أميركا وفرنسا ودول غربية اخري.
ما لهذا العالم، لم يتحدث عن إنتهاك حقوق الإنسان في اليمن من قبل تلك الدول التي تشارك في الحرب مباشرة، مثل السعودية والإمارات، وايضا تلك الدول التي تزود هذه الاطراف بالسلاح الفتاك والقنابل والصواريخ المدمرة، وعلي رأسها أميركا وفرنسا ودول غربية اخري.
حيث قتل وجرح بعد مضي أكثر من ثمانية شهور على هذه الحرب التي ابتلي بها الشعب اليمني، عشرات الآلاف من الأبرياء، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وكبار السن والمرضى. لا شك أن الدول التي تزود السعودية بالسلاح لقتل الابرياء في اليمن، تنتهك بشكل صارخ، المواثيق الدولية ومعاهدات مبيعات السلاح، والتي تؤكد على عدم تزويد أي دولة بالسلاح، لاستخدامه ضد الأبرياء وتأجيج الصراعات الدولية. إذن كيف يمكن أن نقارن بين تشدق الدول الغربية وخاصة أميركا بدعم حقوق الإنسان وتزويد السعودية بجميع أنواع السلاح، ما عدا النووي، لقتل الأبرياء في اليمن؟. وهل أن المصالح الإقتصادية تعلو على أي اعتبارات اخرى، بالنسبة لباريس وواشنطن، حتى إن كانت عقودهم لتزويد السعودية بالسلاح، تاتي بعشرات الآلاف من القتلى والضحايا في اليمن، معظمهم من الأطفال والنساء؟.
كثيرا ما نسمع أميركا تغني بانها تحرص كثيرا على دعم حقوق الإنسان، وتفرض عقوبات على العديد من دول العالم، بتهمة عدم إحترامها لهذه الحقوق، لكن وبمجرد قليل من البحث في سلوك السياسات الاميركية، يتضح للمرء أن واشنطن لا تعير اي اهتمام لهذه الحقوق، المسماة بحقوق الإنسان، عندما تحضر مصالحها الإقتصادية. حيث أن واشنطن غير مستعدة لايقاف صادرات سلاحها للسعودية، التي تجني منها سنويا مليارات الدولارات، لأن ذلك من الممكن أن يؤدي الى فقدان أميركا مكانتها الاولى عالميا في سلّم قائمة الدول المصدرة للسلاح على مستوي العالم.
نعلم أن الطائرات والمدافع والبارجات وقاذفات وراجمات الصواريخ السعودية لازالت تقصف اليمنيين ليل نهار ومنذ أكثر من ثمانية أشهر، بالقنابل والصواريخ والكثير من الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية والفسفور الأبيض، الذي يؤدي الى حروق بالغة في جسم الإنسان، لا يمكن معالجتها، حيث يبقى يعاني منها المصاب الى مدى الحياة، إن لم يفارق الحياة مبكرا. وفي هذا السياق قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ، قبل فترة في تقرير لها حول إنتهاكات السعودية واستخدامها للأسلحة الأميركية في حربها ضد اليمنيين، أنه توجد أدلة ذات مصداقية عالية تدل على أن التحالف السعودي، استخدم ذخائر عنقودية محظورة من صنع أميركا، في غاراته على اليمنيين. واوضحت المنظمة الدولية أن حياة الكثير من المدنيين تعرضت الى الخطر اثر استخدام مثل هذه القنابل من قبل النظام السعودي، وأضافت، أن السعودية وأميركا تضربان القانون الدولي الذي يحظر استخدام الذخائر العنقودية، بعرض الحائط.
ثمة من يعتقد أن السعودية جعلت تتعامل مع الشعب اليمني كحقل لتجربة أنواع جديدة من السلاح تم تصنيعه في أميركا، لاختبار مدى قوته على تدمير الاهداف وقتل البشر والحاق الضرر بالمنشآت المدنية والعسكرية. هنالك تقارير تحدثت عن أن القصف السعودي المتواصل على اليمن خاصة عبر طائرات « F-16» أميركية الصنع، أدى الى نضوب مخازن السلاح السعودي على الاقل لمرتين، وتم إملاء هذه المخازن بالسلاح مجددا من قبل أمريكا وكذلك دول غربية اخري مثل فرنسا. هذه الإزدواجية في الحديث عن حقوق الإنسان في العلن، وتوقيع الاتفاقيات مع السعودية خلف الكواليس من قبل هذه الدول، يشير بوضوح الى إزدواجية الغرب وخاصة أميركا تجاه قضية حقوق الإنسان .
وفي هذا السياق أشار التقرير السنوي لمعهد ستوكهولم (سيبري) أن النفقات العسكرية التي خصصتها السعودية لشراء السلاح هذا العام(2015)، شهدت قفزة نوعية، وتعتبر أمريكا الرابح الاكبر لهذه الانفاقات العسكرية السعودية. وبناء علي هذا التقرير فقد قفزت السعودية الى المرتبة الرابعة عالميا في الانفاقات العسكرية، بسبب انفاقها أكثر من 80 مليار دولار على واردات السلاح.
وفي تقرير آخر صدر عن معهد ستوكهولم في هذا العام ايضا، أكد المعهد أن السعودية حصلت على 45 طائرة مقاتلة بريطانية و38 مروحة قتالية اميركية و4 طائرات ناقلة إسبانية، بالاضافة الى 600 عربة مدرعة من كندا. ومن الملفت جدا أن نعلم بان الكونغرس الاميركي اقر قانونا عام2008 يمنع بموجبه مبيعات السلاح لدول الشرق الاوسط حتى السعودية منها، إذا ما كان ذلك مخلا بتفوق الكيان الإسرائيلي عسكريا.
إذن من الواضح جدا فان قضية حقوق الإنسان التي كثيرا ما تغني بها أميركا في المحافل الدولية، لم تكن سوي دعاية إعلامية، لا وجود لها على أرض الواقع، وتزويد السعودية بجميع أنواع السلاح الفتاك والمحرّم دوليا، منذ اليوم الاول لحرب اليمن حتى اليوم، والتي أوقعت الآلاف من الشهداء، دليل بارز على إنتهاك صارخ من قبل واشنطن والرياض، لبنود معاهدة تصدير واستخدام السلاح، الدولية.
المصدر :الوقت