ما إن استهدف الارهاب عاصمة أوروبية مرة اخرى حتى تعالت الأصوات الغربية بضرورة تعاون دولي ومكافحة جماعية لهذه الظاهرة الخطرة. فيما تجاهلته وهو يضرب بلداننا ومدننا وقرانا طيلة أكثر من عقد من الزمن منذ الحرب على العراق وإحتلاله ودعم المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا قبل أكثر من اربع سنوات ومن قبله في لبنان وإستمراره حتى اليوم
ما إن استهدف الارهاب عاصمة أوروبية مرة اخرى حتى تعالت الأصوات الغربية بضرورة تعاون دولي ومكافحة جماعية لهذه الظاهرة الخطرة.
فيما تجاهلته وهو يضرب بلداننا ومدننا وقرانا طيلة أكثر من عقد من الزمن منذ الحرب على العراق وإحتلاله ودعم المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا قبل أكثر من اربع سنوات ومن قبله في لبنان وإستمراره حتى اليوم ليشمل اليمن ايضا وسائر البلاد العربية مثل مصر والجزائر وليبيا وغيرها؛ وحتى إنها تجاهلته عندما ضرب منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية بيوم واحد راح ضحيتها حوالي (200) بريء بين شهيد وجريح، لم نسمع منهم نداء أو صوت يدعو لتوحيد الجهود في مكافحة ظاهرة الارهاب المشؤومة .
سرعان ما أستغل الكيان الأسرائيلي وحماته عمليات باريس الارهابية التي استهدفت ستة نقاط من العاصمة الفرنسية في آن واحد أسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، فضلاً عن إصابة 352 آخرين بجروح بينهم 99 بحالة حرجة وهو ما كشف عنه المدعي العام الفرنسي "مولان" حسبما نقلته صحيفة "رأي اليوم" عنه ؛ ولم يتردد في الرقص على اشلاء ودماء الفرنسيين ومحاولة استثمار الحدث الارهابي واصطياد عدة عصافير بحجر واحد ليشعل مرة اخرى فكرة "الاسلاموفوبيا" التي يروج لها ويغذيها منذ عقود طويلة في المجتمعات الاوروبية ، ولم تخف بعض أوساطه حتى الرسمية منها تشفيها بفرنسا التي لم «تتنبه للإرهاب الإسلامي» في ردع فعل من الكيان المحتل على إتساع نطاق الاسلام الحنيف بين الأوساط الأوروبية خاصة في فرنسا وإقبال الناس عليه.
وكما يقول المثل إن "حبل الكذب قصير" سرعان ما إنجلت الغبرة وإذا بموقع "اسرائيل أوف تايمز" يكشف النقاب عن علم الجالية اليهودية المقيمة في فرنسا بحدوث هذه العملية الإرهابية الكبيرة مسبقاً ومن هذا المنطلق لا نرى ربما بين الضحايا من هو يهودي الهوية أو الديانة ما يعيد لإذهان عما حصل في أحداث 11 سبتمبر التي عصفت بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2001 وأن تقارير السي آي إيه كشفت أن الجالية اليهودية في أمريكا كانت على علم مسبق بالحادث ايضاً .
"تايمز أوف اسرائيل" ينقل عن الصحفي الفرنسي الشهير "جوناثان سيمون" وهو يهودي متطرف يقطن في فلسطين المحتلة قوله "مسؤولون أمنيون إسرائيليون وفرنسيون يهود ابلغوا الجالية اليهودية بعدم الإقتراب من مناطق العمليات الإرهابية يوم الجمعة، مشبهاً أن ما يحدث في باريس اليوم هو ما تعيشه "اسرائيل" منذ أكثر من عقدين من الزمن، مستغلاً ذلك لتحريك عواطف الفرنسيين وسائر المجتمعات الأوروبية الآخذة نحو الاسلام باعتباره دين المحبة وتحركاتها البرلمانية الداعمة للقضية الفلسطينية خاصة وإن الكيان الاسرائيلي يواجه هذه الأيام حملة كبيرة على مستوى مقاطعة محصولاته ومنتجاته في السوق الأوروبية وكذلك مقاطعة علمية في الجامعات الغربية .
لا يمكن كتمان أن الكيان الإسرائيلي والنظام السعودي هما المستفيدان الأساسيان من رهاب فرنسا وأوروبا بعد أن فشلوا في إقناع الحلفاء الأوروبيين والأمريكي التدخل عسكرياً لإسقاط الرئيس السوري في وقت كان لهم الأمل بذلك عندما أخذت تصريحات هولاند وفابيوس تأخذ مدخلاً نارياً موحية بإستخدام القوة العسكرية للاطاحة بالأسد وإذا بفيينا تصفعهم وحلفائهم على الوجه صفعة مؤلمة وتخرج بقرار لا يتطرق بمستقبل سوريا ولا رئيسها ولا حكومتها بعد أن إصطدم المشروع الأمريكي لتحديد مصير الأسد بصخرة روسيا - ايران الكأداء بأن مستقبل سوريا رهن بقرار شعبها ولا لأحد الحق في التدخل في ذلك أو تحديد مصير الرئيس أو يقرر نيابة عن الشعب السوري مستقبله السياسي .