جمع عدد من المحللين العسكريين المراقبين لمجريات المعارك وسير الاحداث في اليمن أنه بعد الاجتياح اليمني البري لمدينة الربوعة ادركت السعودية ان هزيمتها قد باتت وشيكة.
جمع عدد من المحللين العسكريين المراقبين لمجريات المعارك وسير الاحداث في اليمن أنه بعد الاجتياح اليمني البري لمدينة الربوعة ادركت السعودية ان هزيمتها قد باتت وشيكة.
ان نجاح الاجتياح البري يعني نجاح خط الامداد الخلفي للجيش اليمني والذي يمتد من صنعاء وحتى عسير، وهذه تعتبر اكبر كارثة لوزارة الدفاع السعودية والتي لم تكن تتوقع قدرة وصمود الجيش اليمني على صنع خط التقدم صوب الاراضي السعودية بسبب الطيران المكثف طيلة اربعه وعشرين ساعة على هذه المناطق بينما فشل خط الامداد السعودي من عدن الى تعز ومن مارب الى الجوف، وهو الامر الذي ادى الى اظهار عجز الطيران عن بعثرة خط الامداد الخلفي للقوات البرية اليمنية.
بدأت السعودية الان تخوض المعارك البرية الحقيقية التي تدور في عقر المدن السعودية وامام المواطنين السعوديين، وتتكبد الخسائر الحقيقية والهزائم التي لم يعد يستطع اخفاءها، وهذا الامر اخطر بكثير من عمليات الاشتباك الحدودية التي كانت في جوف الصحاري والجبال التي لايسكنها المواطنين.
كانت السعودية تدرك ان الجيش سيحاول التقدم نحو اراضيها، لذلك حسبت لهذا وضربت المعسكرات الحدودية واعتمدت بشكل كلي على سلاح الجو لضرب الفئات القليلة التي ستعبر الحدود وتموت في الجبال قبل الوصول الى الاراضي السعودية.
لكن حدث العكس ونجح خط الامداد الخلفي الذي لم تستطع مائتي الف كاميرا حرارية التقاطه، ولا الاقمار الصناعية التي تتعامل مع اقوى الاستخبارات في العالم.
نجح الجيش اليمني وبكل جدارة ان ينقل المعركة الى الاراضي السعودية وداخل المدن السعودية امام نظر المواطن السعودي، وهذه كارثة كبيرة لان حرب الشوارع لاتستطيع حتى طائرات الاباتشي السيطرة عليها، بسبب امكانية قصفها للمساكن والمواطنين السعوديين.
هنا كان لابد من جيش بري سعودي يواجه الجيش البري اليمني في ساحة المعركة، وهذا ماتفقدة السعودية تماما ً فالجيش البري السعودي يكاد يكون منعدما ً، وان وجد فهم محصنين داخل مدرعات في الشوارع التي تكون ظاهرة كهدف واضح للقوات اليمنية، فمدرعة قيمتها نصف مليون دولار اصبحت هدفا ً واضحا ً لبازوكا قيمتها ثلاثة الاف دولار، فضلا ً عن الضحايا البشرية داخل المدرعة بينما حرب المدن او الشوارع تحتاج لجيش مضاد بنفس الكيفية، فضلا ً عن ان من بداخل المدرعات على الأغلب ليسو سعوديين وانما باكستانيين وهنود، وان وجد سعوديون فهم ليسو افرادا بل ضباط ومشرفين وظيفتهم اعطاء الاوامر من بعيد، وهذا هو السبب الذي يكمن دائما ً وراء فرار الجيش السعودي، بالاضافة الى سحب الامارات لقواتها بسبب الضربات المكثفه والخسائر البشرية والمادية الهائلة داخل اليمن.
فالامارات لم تخض اي حرب منذ تأسيس الامارات العربية المتحدة، لذلك نستطيع القول ان ماحدث لها في اليمن كان فعلا ً درسا ً قاسيا، لم تصفع به منذ تأسست ً و يستحق ان تنكس فيه اعلام الامارات ليس لمدة ثلاثة ايام وانما طيلة تاريخها القادم.
كذلك السعودية لم يكن لديها اي خبرة قتالية ميدانية، فهي لم تخض اي حرب منذ تأسست المملكة، وتوقعت المملكة ان انتصارها في اليمن سيكون حتميا لأن الحرب كانت من وجهة نظرها مجرد قصف جوي يبدأ على مواقع الصواريخ احباطا ً لاي رد صاروخي يمني، ثم القصف الجوي على باقي المواقع الذي يستمر اسبوعين على الاكثر وهو كفيل بتدمير كل القوة اليمنية جويا ً دون المساس بجندي واحد سعودي او اماراتي، لدرجة ان كل المحللين السياسيين في العالم اجزموا بعد اسبوعين من القصف بكامل تدمير الصواريخ اليمنية، والجيش اليمني. وهنا وقعت الامارات بالفخ الثاني وشرعت بإدخال مرتزقتها الذين تفاجأوا بأول صاروخ توشكا، يفني قواتهم بدقه فائقة لم تتوصل اليها حتى صواريخ طائراتهم.
وهذا يعني ان الجيش اليمني يمتلك استخبارات عالية جدا ً داخل قلب مواقع العدو، بواسطتها تم تحديد الموقع بدقة متناهية، هذا ماجعل الامارات تعيد حساباتها وتدرك ان الامر اخطر من ذلك بكثير، فبعد سبعة اشهر من القصف ومن التحاليل ظهر اول صاروخ، وبعد سبعة اشهر من شراء المرتزقة والخونة والعملاء اليمنيين ظهرت اول خيانة منهم ودلت على احداثيات الموقع.
السعودية لم تحضر الا القليل جدا من الجنود السعوديين الى اليمن، لانها لاتملك الجيش البري فأغلب الجنود امارتيين ومرتزقة وهذا ما أثار حفيظة الامارات.
كانت ايضا ً القوات الاماراتية قد دخلت الجنوب في أروع كمين للجيش اليمني، حيث غير استراتيجية المعركة من جوية الى حرب برية، فكل الضربات والتضحيات البرية كانت محسوبة على الامارات، فقد تم الاتفاق بين السعودية والامارات ان تقوم الاخيرة بتولي الجناح البري سواء في عدن او في مارب او صنعاء، بينما السعودية تتولى جانب الطيران والتكاليف العسكرية وتتولى ايضا ً الجانب اللوجستي وهو الخيانات الداخلية، والتنسيق مع القيادات اليمنية الخائنة.
كانت الكعكة ستقسم كالتالي: ان تستولي الامارات على عدن لضمان عدم تشغيل المنطقة الحرة، وان تستولي السعودية على مأرب والجوف.
ان اهم ما أثار حفيظة الامارات هو تحمل الضربات الموجعه للجيش الاماراتي، الذي تحمل تسعين بالمائة من الضحايا البشرية مقارنة ً بالجيش السعودي، الذي لم يقدم الا القليل وذهب ليشتري مرتزقة السنغال والسودان وغيرهم ليتم حسبانهم امام التحالف على الجانب السعودي، وهذا ماجعل الامارات تدرك ان السعودية استخدمتها كطعم اولي ينتحر على يد القوات اليمنية، كما ادركت ان السعودية اعطت لجنودها قيمة اكبر من الجندي الاماراتي، وادركت انها ستكون بالمواجهه لمفردها ضد الجيش اليمني الذي صقلته المعارك الضارية منذ تأسيسه وامام قادة عسكريين بدرجة عالية من القدرة العسكرية والدهاء الفائق، لذلك قررت سحب جنودها من مارب التي ستقدم عليها الكثير من الضحايا لتسلمها بطبق من ذهب الى السعودية .
كان هذا الامر بمثابة لطمة للمملكة فالامارات الان تتنصل من الحلف بعد ان حققت بغيتها وهي السيطرة على عدن، لذلك قررت السعودية عدم مشاركتها جوا الى جانب الامارات في عدن، وهذا الامر الذي جعل الجيش يستغل الخلاف القائم بين الدولتين وينطلق بسرعة الصاروخ نحو الجنوب ويستعيد معظمها.
لم يكن امام السعودية سوى ان تدرك انها الان صارت ضحية لحرب دارت ثمانية اشهر ثم بالنهاية، تكتشف ان مدنها محتله من قبل الجيش اليمني وان جنودها يقتلون في عقر دارهم.
وهنا انتهت اسطورة السعودية التي ارادت ان تعلن للعالم بأنها دولة عظمى من خلال اعتدائها على اليمن وظهر واضحا ً جليا ً انها لاتملك حتى جيش يستطيع حماية حدودها، وان نسبة ً قليلة جدا ً من الجيش اليمني اخترقت كل تحصيناتها الكذابه وطائراتها وحدودها وباتت تقتحم مدنها.
ادركت السعودية مؤخرا ً انها امام جيش يمني عملاق اجتاج مدنها راجلا ً حاملا ً صواريخه ومؤونتة على اكتافه دون الاعتماد على الاليات الناقلة التي ستكون هدفا ً واضحا ً للطائرات.
سترضخ السعودية صاغرة لوقف عدوانها لانها الان اصبحت اضحوكة القرن الواحد والعشرين، فبعد ثمانية اشهر من القصف احتل الجيش اليمني مدنها، خرجت الصواريخ تقصف مرتزقتها والمدرعات والدبابات تجوب مدنها، وعادت السعودية الى المربع الاول ولكن هذه المرة انتقلت الحرب الى شوارعها، وكم هو مضحك حينما تقول السعودية انها استجلبت 600 جندي سوداني فهذا يدل على ركاكة قواتها البرية وعجزها عن توفير هذا العدد من السعوديين.
(بانوراما الشرق الاوسط)