الكوثر_ايران
تعود هذه النسخة الفريدة، التي أُنجزت بين عامي 1298 و1300 للهجرة، إلى قلم المبدع ميرزا علي خان "صفاء السلطنة النائيني"، الذي لم يكن مجرد كاتب، بل شاعراً وخطاطاً أودع في ورقاتها الـ 82 عصارة موهبته. وقد كُتبت المخطوطة على ورق "آهار مهره" الأفرنجي الفاخر، لتكون شاهداً حياً على رقيّ الصناعة الورقية وفنون الكتابة في ذلك العصر.
وعن التفاصيل الجمالية لهذا الأثر، أوضح الخبير سيد رضا صداقت حسيني أن المخطوطة تُعد لوحة فنية متكاملة؛ حيث تزدان بخمسة فواتح مذهبة بديعة. وقد تجلى فيها الإبداع في الجمع بين الخطوط؛ إذ كُتب النص العربي بـ خط النسخ الواضح والمتين، بينما نُسجت الترجمة الفارسية بـ خط النستعليق الرشيق، مما خلق توازناً بصرياً يسرُّ الناظرين.
تضم "تحفة الزائرين" بين دفتيها مجموعة من أسمى الزيارات والأدعية، منها: الزيارة الجامعة الكبيرة، زيارة عاشوراء، زيارة أمين الله، وزيارات خاصة بالإمام الجواد وصاحب الزمان والإمام الرضا (عليهم السلام). كما تزدان المخطوطة بقصيدتين عصماوين في مدح وثراء فضائل الإمام الرضا (ع)، مما يجعلها كنزاً معرفياً وروحياً لا يقدر بثمن.
وكان مؤلفها قد أوقفها في عام 1300 هجري لتستقر في رحاب مكتبة العتبة الرضوية، التي تُعد اليوم صرحاً شامخاً في العالم الإسلامي، حيث تحتضن أكثر من 106 آلاف مخطوطة و13 مليون وثيقة تاريخية، لتظل حارسةً لذاكرة الأمة وتراثها العريق.