تاريخ أصفهان ودورها الحضاري عبر العصور

الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 - 09:41 بتوقيت غرينتش
تاريخ أصفهان ودورها الحضاري عبر العصور

أصفهان هي إحدى مدن إيران ومرکز محافظة أصفهان على بعد 340 كم جنوب طهران.

خاص الكوثر_محافظة اصفهان

يقال لها من قبل مواطني إيران (بالفارسية: أصفهان نصف جهان، وتعني «اصفهان نصف العالم»)، نظراً لاحتوائها على الكم الهائل من التراث والأسواق التراثية الكبرى المنظمة التي لم يصل إليها العابثون والمستعمرون.

أسماء مدينة أصفهان

كانت تسمى أصفهان «ايرانشهر»، وبعد أن عمرت سميت «جَي» ثم اليهودية ومعنى «جي» الطاهر، وقيل أن «جي» نسبة إلی ملوك الجيان وهي جي أفرام بن آزاد، وكانوا يعتقدونه رسولاً، ثم تغير الاسم بمرور الزمان أطلق الفرس عليها اسم «اسپهان» و «اسپاهان»، وبعد فتح المسلمون لها قاموا بتعريب الاسم وقالوا «اصبهان» و«اصفهان»، قيل إن سبب هذه التسمية لأنها تسمی «سپاهان»، وهي جمع كلمة عسكر (سپاه: تعني العسكر، و «هان» تستخدم للجمع)

تاريخ المدينة

ميدان نقش جهان أكبر ميادين مدينة أصفهان

في عام 18 هـ / 640 م فتح المسلمون أصفهان. وخلال الفتح الإسلامي شهدت المدينة العديد من المعارك كما شهدت أيضا فترات زاهرة. وقد أعقب ضعف الخلافة في نهاية القرن العاشر الميلادي نشوء سلالات حاكمة محلية داخل إيران من خلال التجمعات الأسرية.

فكان غرب إيران يسيطر عليه الديلميون والذين انقسموا بدورهم إلى البويهيين والكاكويين.

اقرأ أيضا:

ومن الناحية المعمارية، يعد فخر الدولة البويهي أهم الشخصيات الحاكمة، حيث أنشأ وزيره الصاحب بن عباد البوابة المؤدية إلى المسجد والتي حل محلها بعد ذلك مسجدي حاكم. كما قام الحاكم الكاكوي علاء الدولة بتوسعة الحصون في أصفهان وأنشأ اثني عشرة بوابة مغطاة بالمعدن، لحمايتها من قبائل التركمان الغازية. وقبيل وفاته، أعلن علاء الدولة محمد ولاءه للسلاجقة الذين كانوا في ذلك الوقت قد قاموا باحتلال أغلب الأراضي الواقعة في وسط إيران. ثم كان من ابنه فاراموز أن سلم أصفهان إلى القائد السلجوقي طغرل بك بعد حصار طويل لجأ خلاله سكان المدينة إلى استخدام خشب مسجد جمعه (مسجد الجمعة) كوقود للتدفئه. وعندما وصل السلاجقة إلى الحكم بعد هزيمة حفيد السلطان محمود الغزنوي الذين كان راعيا للفردوسي. وقد وطد قائدهم طغرل حكمه في نيسابور، ثم توسع في فتوحاته ليضم العراق. ثم اعتلى ابن أخيه ألب أرسلان العرش في عام 455 هـ / 1063 م. وعزز السلاجقة دولتهم من خلال التغلب على الرومان وبلاد ما وراء النهر.

ثم تم اغتياله خارج برزيم في عام 464 هـ / 1072 م وتولى بعده ابنه ملكشاه (1072-1092) الحكم بالرغم من أن الوزير نظام الملك كان هو المصرف الفعلي لأمور الدولة، وعندما بلغ الوزير سن التسعين، أمرت السلطانة تركان خاتون بتنحيته بسبب مخاوفها من أن يحول دون وصول ابنها إلى العرش، ثم قتله أحد أتباع حسن صباح قائد قبيلة الحشاشين الجبلية. وبعد ذلك بقليل توفي ملكشاه. ثم تلا ذلك فترة من الحروب الأهلية تنازع خلالها أخوه وأبناؤه الأربعة العرش إلى أن حُسم الصراع لصالح الابن الثالث ويدعى «سنجار».

برج للحمام في المدينة

و قد عانى هذا الأخير فترة من التقلبات ووقع أسيرا للتركمان في الفترة من 547 هـ / 1153 م إلى 550 هـ / 1156 م حيث حكمت سلطانته الأثيرة الدولة من مدينة خراسان. وقد استطاع سنجار أن يفر من الأسر ليلقى حتفه في سن الثالثة والسبعين. أعقب وفاته أربعون عاما من الحروب الأهلية لقي بعدها طغرل الثالث - الذي استطاع أن يوحد الدولة من جديد - الهزيمة في أحد المعارك عام 589 هـ / 1193 م على يد حاكم خوارزم، ووقع ابنه أسيرا في قبضة جانكيز خان ومات عام 626 هـ / 1220 م. وبعد ذلك قسمت المملكة بين عدد من الإقطاعيين حتى كان غزو هولاكو خان حفيد جانكيز خان لبلاد فارس عام 616 هـ / 1230 م.

وبعد وفاته في شيرفان إثر إصابته بالحمى، تجددت الفوضى حتى كان فتح تيمور والذي تسمى خلفاؤه بالتيموريين.

وخلال تلك الفترة تولى حكم أصفهان شرف الدين المظفر ثم تلاه ابنه مبرز الدين محمد في عام 713 هـ / 1314 م.

ويعد العهد الصفوي هو البداية التي أخذت بالمدينة إلى عصرها الذهبي في أواخر القرن السابع عشر الميلادي. وقد أخذت المدينة زخرفها وازينت تحت حكم الحكام الجدد خاصة في عهد الشاه عباس الكبير، وذاع صيتها في أرجاء العالم المتحضر. وقد حكم الملوك الصفويون زهاء قرن ونصف من الزمان وكانت أصفهان طيلة هذا الزمان عاصمة لهم.