الكوثر - إيران
ويُقام هذا التجمع الشعبي المناهض للاستكبار في أكثر من 900 مدينة في البلاد، حيث يشارك الشباب والطلبة وطلبة العلوم الدينية وسائر فئات الشعب في العاصمة وسائر المدن في إدانة جرائم أمريكا والكيان الصهيوني.
ويصادف الثالث عشر من آبان هذا العام ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (ع)، ما أضفى على المناسبة طابعاً فاطمياً، إذ يرفع المعزون أعلام إيران مرددين شعاري «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل».
إقرأ أيضاً:
وقد حضر في هذا المراسم الوطنية، التي أصبحت اليوم تقليداً عالمياً، عدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين وعوائل الشهداء، ولا سيما شهداء الدفاع المقدس ذي الاثني عشر يوماً.
وتنطلق المسيرة في طهران من ميدان فلسطين باتجاه وكر التجسس الأمريكي السابق، وتتضمن فعاليات اليوم إلقاء الكلمات، والإنشاد والمدائح، وقراءة البيان الختامي، وإقامة معرض للتعريف بجرائم الاستكبار.
وعلى هامش مسيرة يوم الله الثالث عشر من آبان، عُرضت رموز تمثل الصواريخ وأجهزة الطرد المركزي الإيرانية في طهران بالتزامن مع سائر أنحاء إيران.
وفيما يلي نص بيان المسيرات:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ يوم الله الثالث عشر من آبان هو النقطة المحورية في المواجهة الخطابية بين الجمهورية الإسلامية والنظام الاستكباري العالمي، وهو تذكير بملحمة التلاميذ والطلبة الطلائعيين في ميدان الثورة، أولئك الأبطال الذين، اقتداءً بالمؤسس الكبير للثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس سره الشريف) والقائد المعظم للثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (دام ظله العالي)، حوّلوا هذا اليوم إلى معيار للعزة والثقة بالنفس والصمود الوطني في وجه الاستكبار.
واليوم، بعد نحو خمسة عقود من عمر الثورة الإسلامية المباركة، غيّرت القوة المنبثقة من عقيدة مقارعة الاستكبار العاقلـة موازين القوى في المنطقة والعالم لمصلحة جبهة الحق، ومنعت الولايات المتحدة المجرمة والكيان الصهيوني الفاشي من التفرّد في غرب آسيا.
واليوم، وفي لحظة المواجهة بين الحق والباطل، تقف غزة الصامدة – المحاصَرة في براثن وحشية الاستكبار الحديث – بسلاح الإيمان والإرادة الإلهية، موجّهةً ضربة قاصمة لا يمكن ترميمها إلى جسد الكيان الصهيوني العنصري واللاإنساني، فتعطّل بذلك حسابات ومخططات هذا الكيان المصطنع.
ونحن المشاركون في المسيرات الشعبية الشاملة ليوم الله الثالث عشر من آبان، متحدون وثابتون في مواجهة الاستكبار، ومعتمدون بثقة راسخة على النصر الإلهي، ومؤمنون بمبدأ مقارعة الاستكبار كأصل لا يقبل المساس، نعلن مواقفنا أمام العالم بصوتٍ واحد: الله أكبر – خامنئي قائدنا – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل.
نحن المشاركون في هذه الملحمة الوطنية، إذ نؤكد دعمنا لكل الحركات الشعبية في مختلف أنحاء العالم ضد النظام الاستكباري، نؤكد كذلك مبدأ المقاومة الفاعلة ونرفض رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التسوية أو الخضوع لهيمنة القوى الاستكبارية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الفاشي، ونشدد على انعدام الثقة التام بالغرب.
ونرى أن صون المصالح الوطنية مرهون باستمرار نهج المقاومة ومتابعة استراتيجية تحييد العقوبات الاقتصادية الجائرة بفاعلية، كما نعتبر إدانة جرائم الحرب الصهيونية والدعم الحازم لجبهة المقاومة، ولا سيما للشعب الفلسطيني المظلوم وغزة الصامدة، مسؤولية جوهرية ووجودية للأمة الإسلامية.
نحن شعب إيران نرى أن الحفاظ على القوة الوطنية والاستقلال الشامل للبلاد مرهون بتثبيت دعائمها الداخلية، ونؤكد على الوحدة المقدسة والتماسك الوطني حول محور ولاية الفقيه ومصالح الوطن، مع الابتعاد الجاد عن النزاعات المفرقة.
كما نؤكد أن حق الشعب المشروع في تعزيز قدراته الدفاعية واستمرار استراتيجية الردع النشط أمر غير قابل للتفاوض، وندعو إلى ترسيخ الثقة بالذات في المجالين العلمي والتقني لتحقيق الاكتفاء الذاتي الاقتصادي، وإلى عرض منجزات إيران القوية بوعي وإدراك لرفع مستوى الأمل الاجتماعي.
نحن أبناء هذا الشعب نعتبر الطاعة المطلقة لولاية الفقيه رمز الحفاظ على هوية النظام ومحور وحدة القيادة في مواجهة التهديدات الاستراتيجية.
ونؤكد، إذ نجدد عهدنا الصادق مع قائد الثورة الإسلامية، على صيانة مبادئ الثورة الأصيلة وإرث الشهداء، لا سيما التلاميذ والطلبة الطلائعيين في ميدان مقارعة الاستكبار، ونعتقد أن مواصلة طريقهم هي الضمانة لبقاء الثورة وتحقيق أهدافها النهائية.
نحن أبناء الشعب المشاركون في المسيرة ندعو المسؤولين إلى إحياء الحوكمة الاقتصادية، ونشدد على ضرورة معالجة جذور المشكلات المعيشية وتنفيذ المشاريع الكبرى للحد من التضخم ومنع التراجع المستمر في قيمة العملة الوطنية.
ونرى أن على الأجهزة التنفيذية، بالاعتماد على الطاقات المحلية والخدمة المخلصة، أن تعزز التلاحم الوطني أكثر من أي وقت مضى، كما نطالب السلطات الثلاث والأجهزة الرقابية بإصلاح هياكلها الداخلية بعزم حازم، والتعامل بلا تساهل مع العناصر المتغلغلة والمستغلين الذين يسعون من خلال التلاعب بالأسواق وإشعال التضخم إلى خلق حالة من السخط الاجتماعي.
نحن شعب إيران نؤكد على الأولوية الاستراتيجية لمواجهة التهديدات الثقافية وحرب العدو المركبة والمعرفية، ونعتبر جهاد التبيين واجباً حتمياً لكشف حقيقة العدو وبث الأمل الفاعل.
وندعو المؤسسات الثقافية إلى صون الهوية الوطنية–الدينية والقيم الإسلامية الأصيلة، لا سيما في ميدان العفاف والحجاب، اقتداءً بتعاليم السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ومدرسة الزهراء، وإلى الحيلولة دون تغلغل الغزو الثقافي المنظم، وتوضيح خيانات أمريكا التاريخية لجيل الشباب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجلس التنسيقي للدعاية الإسلامية
4 نوفمبر 2025