اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين االورقة والواقع | فلسطين الصمود

الأحد 2 نوفمبر 2025 - 09:29 بتوقيت غرينتش

غزة ما بعد وقف اطلاق النار لا تختلف كثيراً عما قبله. فبعد مرور ثلاثة اسابيع على توقيع الاتفاق الدمار والمجازر لا تزال مستمرة بالتوازي مع منع الكيان الصهيوني دخول كميات كافية من المساعدات الى القطاع. كل هذا وأهالي القطاع لا يزالون يعيشون في خيم او داخل بقايا البيوت المدمرة مما يخلق تحديات جديدة مع حلول فصل الشتاء.

خاص الكوثر - فلسطين الصمود

تُظهر التطورات الميدانية في قطاع غزة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن قبل ثلاثة أسابيع لم يحقق أي تهدئة حقيقية، إذ تواصلت الغارات الصهيونية على مناطق مختلفة من القطاع، مستهدفة منازل مدنية ومخيمات للنازحين. وأسفرت الخروقات المتكررة عن مقتل عشرات المواطنين، غالبيتهم من الأطفال، وفقاً لمصادر طبية محلية.

إلى جانب استمرار القصف، يتدهور الوضع الإنساني بشكل متسارع، مع استمرار الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية. وتشير تقديرات محلية إلى أن القطاع يحتاج آلاف الأطنان من المساعدات يوميًا، بينما لا يصل منه سوى جزء بسيط لا يغطي الحد الأدنى من احتياجات السكان.

إقرأ أيضاً:

ويعيش أكثر من مليون نازح في خيام أو منازل مهدمة، في ظل غياب شبه تام للبنية التحتية والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية. كما تتفشى الأمراض المعدية بسرعة بسبب الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية واسعة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

وتزداد المأساة مع منع الاحتلال دخول الخيام والبيوت المتنقلة للإيواء، الأمر الذي أدى في السنوات السابقة إلى تسجيل عشرات الوفيات بسبب البرد القارس. ويصف مراقبون المشهد في غزة بأنه إبادة ممتدة تحمل كل أشكال الموت والحصار والحرمان، بينما تتهم مؤسسات حقوقية الكيان المحتل بارتكاب خروقات جسيمة لاتفاق الهدنة وللقانون الدولي الإنساني.

وفي تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أكد أن "اتفاق وقف إطلاق النار لا يحمل سوى اسمه فعليًا"، مشيرة إلى أن استمرار الحصار وغياب الإغاثة الفعالة يجعلان الوضع الإنساني في غزة من الأسوأ في العالم حاليًا.