الكوثر_اليمن
وفي كلمة له حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، اضاف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ان العدوالصهيوني يستمر في التدمير الشامل والتجريف التام للمدن والأحياء السكنية وتقطيع أوصال القطاع ونسف وتدمير كل مقومات الحياة. وان الإبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي هدف واضح للعدو الإسرائيلي وسلوكه الإجرامي اليومي يكشف هذه الحقيقة.
اقرأ أيضا:
الخارجية الإيرانية ترفض الاتهامات التي وجهها مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي
الصمود الفلسطيني ومفاوضات الدوحة | قضية ساخنة
وتابع السيد الحوثي ان الإبادة الجماعية هدف إسرائيلي أمريكي مشترك والممارسات الإجرامية تطال كل المجتمع في غزة، حيث اباد العدو الإسرائيلي أسراً بأكملها ومسحت من السجل المدني وانخفضت نسبة الولادة خلال هذا العام مقارنة بما قبله إلى 41%، بالاضافة الى ان انخفض عدد السكان في قطاع غزة بشكل عام بنسبة 10% وهذه نتيجة خطيرة جداً وتكشف حجم الإجرام الإسرائيلي.
واشار الى ان العدو الإسرائيلي يستخدم القنابل الأمريكية بكثافة ولربما أكثر حتى من إطلاق الرصاص، والأمريكي يقدمها له في شحنات لا تتوقف، مضيفا ان الزخم الكبير في الدعم الأمريكي بتلك القنابل وغيرها من العتاد العسكري والقصف اليومي بها يعتمد على تمويل كبير ومن المؤسف جدا أن الأموال العربية هي من أهم مصادر تمويل القنابل عندما تذهب إلى الأمريكي بالتريليونات تحت عنوان الاستثمارات.
وقال أن يكون المال العربي مساهماً بحد أساسي ومصدراً من أهم مصادر التمويل لقتل الشعب الفلسطيني فهذه مشاركة خطيرة جداً في سفك الدم الفلسطيني والعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة يكاد أن يكون عدواناً أمريكياً قبل أن يكون إسرائيليا والدور الإسرائيلي هو التنفيذ. فأمريكا تقدم دعماً مفتوحاً وتشارك في التخطيط والجانب المعلوماتي وبما تقدمه من عتاد عسكري وبالغطاء السياسي الواضح.
موقف الأمريكي في مجلس الأمن
واضاف ان موقف الأمريكي في مجلس الأمن بالأمس كان مؤكداً على الاستمرار في دعم الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومن أشكال الدعم الأمريكي للعدو الإسرائيلي الضغط على كثير من البلدان لتسكت أو حتى لتقدم أنواع من الدعم للعدو الإسرائيلي ، والإبادة للشعب الفلسطيني وما حصل في لبنان وعلى بلدان عربية ومنها سوريا كان بمشاركة أمريكية.وان الدور الأمريكي ليس موقفا لمجرد طباع غليظة لرئيس أمريكي ولا تصرف وقتي أو تكتيكي كل ما يفعله العدو الإسرائيلي يتبناه الأمريكي ويدعمه ويشاركه فيه لأنهما ينطلقان من الإيمان بالمخطط الصهيوني.
وتابع الأمريكي والإسرائيلي ينطلقان على أساس أدبيات المخطط الصهيوني وأفكاره ورؤاه العدوانية تجاه الأمة ويعملان لمصادرة حرية الأمة واستقلالها ومقدساتها ولطمس هويتها واحتلال أوطانها. مؤكدا ان النظرة إلى الأمريكي ينبغي أن تكون ببصيرة ووعي تستند إلى القرآن الكريم وإلى الحقائق الدامغة الواضحة الثابتة السلوك الأمريكي عدواني إلى درجة التبني الكامل لما يفعله العدو الإسرائيلي وتقديم كل أشكال الدعم والمشاركة التوجه الأمريكي الحقيقي والمستمر على مدى عقود تجاه الأمة هو عدواني بالمستوى الاستراتيجي وليس تكتيكياً.
وبين ان الموقف الأمريكي نابع من إيمان واضح معلن بالمعتقد الصهيوني ويتحركون على أساس تنفيذ المخطط الصهيوني والشيء السائد في موقف الأنظمة العربية والإسلامية وفي معظم وسائل الإعلام هو تقديم الأمريكي بشكل مختلف وكأنه لا يزال هناك أمل بتعديل موقفه، والبعض يراهن على إمكانية أن يتغير الموقف الأمريكي لصالح الأمة وبالتالي يدفعون للالتجاء إلى الأمريكي والارتماء في أحضانه، وإن لم يكن السلوك الأمريكي الإجرامي العدواني واضحاً لفهم طبيعة توجهه وأساس ذلك التوجه فهذا شيء مؤسف جداً.
واعتبر ان عدم رؤية الحقائق عن الأمريكي والخلفيات الحقيقية لموقفه تجاه الأمة معنى ذلك تيه وغباء رهيب جدا والالتباس في تصنيف العدو من الصديق في أمور بغاية الوضوح فهذا غباء له عواقبه الخطيرة جدا والمهلكة لكثير من أبناء الأمة ويترتب على سياسة الدفع باتجاه الولاء للأمريكي والتعويل عليه اختلالات كبيرة جداً في التوجهات والأخلاق والقيم على حساب مبادئ الدين الإسلامي، ومن أفظع وأسوأ أشكال الغباء أن يكون تجاه حقائق واضحة كما هو حال العدوانية الأمريكية.
هندسة الجوع ومصائد الإبادة
وقال ان هندسة الجوع ومصائد الإبادة أنشطة عدوانية لكنها بالتسمية الأمريكية والإسرائيلية أنشطة إنسانية والأرقام الهائلة للشهداء والجرحى والمفقودين في قطاع غزة تتعدى 200 ألف إنسان على مدى 643 يوما ،ومشهد العدوان الإسرائيلي في غزة لا مثيل له ومعبر عن أشد أنواع المظلومية والكثير من أبناء أمتنا الإسلامية في المقدمة قبل غيرها من الأمم، يتعاملون وكأنهم صم بكمٌ وما يعمله العدو الإسرائيلي في قطاع غزة من استباحة كاملة للنفس البشرية جناية على المجتمع البشري.
واوضح السيد الحوثي ان اليهود مسرفون حتى في سفك الدماء ويراهم العالم لا يرعوون لأي شيء ولا يتقيدون بأي ضوابط ولا اعتبار عندهم للقانون الدولي الذي أتى به الغرب ولا يعطون أي اعتبار لمواثيق الأمم المتحدة التي اعترفت بهم، وهذا من أكبر جرائمها ،والعدو الإسرائيلي يتنكر للشرع والقيم والأخلاق والأعراف والقوانين ولا يلتزم بشيء من القيم والضوابط الأخلاقية، فلا توجد لدى الإسرائيلي والأمريكي أي اعتبار لحياة البشر وهي في نظرهم مباحة لهم بدافع الرغبة أو المصلحة.
واشار الى ان تجاهل الشعوب والأمم لما يفعله الإسرائيلي والأمريكي هو استهانة بالحياة البشرية وإفلاس من القيم والمشاعر الإنسانية وإذا وصل الإنسان إلى درجة ألا تحرك مشاعره الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي معناه أنه فقد قيمته الإنسانية والقيمة الإنسانية تكمن فيما منح الله الإنسان في فطرته من قيم ومعرفة ورشد وإدراك وتمييز بين الخير والشر ومن يُسلّم بما يفعله العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية ضد الشعب الفلسطيني فهو يقبل بأن يكون السلوك الإجرامي سائدا في منطقتنا.
واضاف ان العدو الإسرائيلي يستهدف سكان غزة بالتعطيش ويحول مسألة الذهاب لتوفير شيء من مياه الشرب إلى مغامرة، ويمنع دخول الوقود إلى قطاع غزة الذي يحتاجه الشعب الفلسطيني لتوفير مياه الشرب وتشغيل الآبار وتشغيل المستشفيات، ويستمر في كل وسائل الإبادة والقتل ويواصل تقطيع أوصال قطاع غزة وهذا الأسبوع فتح محورا جديدا ومساراً يفصل فيه شرق مدينة خان يونس عن غربها، كما يواصل تقطيع القطاع والفصل ما بين منطقة وأخرى مع تدمير وتجريف مستمر.
ولفت الى ان العدو الإسرائيلي استقدم حتى المقاولين ليكملوا نسف ما بقي من المباني والمساكن والأمريكي يمده بشكل لا يتوقف بشحنات من الجرافات فيما يواصل الاستباحة اليومية في المسجد الأقصى، من خلال تنظيم الاقتحامات اليهودية لباحات المسجد الأقصى، وللأسف أن يتحول مشهد استباحة المسجد الأقصى إلى مشهد اعتيادي للكثير من أبناء الأمة، وهذه حالة خطيرة جدا.
تهويد المسجد الإبراهيمي
واردف ان العدو الإسرائيلي أعلن عن مهرجان سينمائي جنوب أسوار البلدة القديمة في القدس، في خطوة من خطوات فرض الطابع اليهودي عليها، بالاضافة الى ان من خطوات العدو الإسرائيلي الهادفة إلى تهويد المسجد الإبراهيمي سحب كافة صلاحيات بلدية الخليل المتعلقة بالمسجد الإبراهيمي حيث يستمر في مساره تجاه المسجد الإبراهيمي بهدف تهويده كما يستمر في الخطف والتدمير وكل أشكال الجرائم في الضفة الغربية ويقوم بتهجير سكان المخيمات في الضفة الغربية وبتغيير معالمها.
وقال السيد الحوثي ان العدو الإسرائيلي بشكل مستمر ينشئ بؤرا استيطانية ويغتصب الكثير من الأراضي لها ويحاول أن يقطع أوصال الضفة الغربية وأن يحول المدن الفلسطينية فيها والبلدات الفلسطينية إلى جزر معزولة، مبينا ان إصرار السلطة الفلسطينية وبعض الأنظمة التي تتجه نحو مسار التطبيع على جدوائية مسارها العقيم ثبت فشله بشكل واضح، فالعدو الإسرائيلي واضحٌ وصريح بأنه لن يقبل بإقامة دولة فلسطينية لا في الضفة ولا في غيرها ،والعدو الإسرائيلي استهدف آبار مياه في القدس المحتلة بالتخريب مع أنها المصدر الوحيد لتزويد عشرات القرى والتجمعات السكانية الفلسطينية.
وبين ان الأخوة المجاهدون في قطاع غزة يواصلون عمليات التصدي للعدو الإسرائيلي ببسالة منقطعة النظير وبفاعلية عالية ويلحقون الخسائر والهزائم بالعدو الإسرائيلي وينفذون عمليات بطولية ويبدعون في التخطيط والتكتيك والتنفيذن حيث ان أداء المجاهدين في غزة متطور ويواكب ويلبي التطورات ومتطلبات المعركة، وقال ان المجاهد الكبير الشهيد محمد الضيف قائد كتائب القسام رائد من رواد مدرسة الجهاد في فلسطين ونموذج من النماذج الملهمة في الأداء الجهادي الراقي والناجحن وهو ورفاقه في القسام قدموا درسا كبيرا وملهما عن أهمية الانطلاقة الإيمانية الجهادية وارتقائها بالإنسان .