الإمام الحسين (ع) في ضوء القرآن الكريم ... مصداق المودة والتطهير والمباهلة

الأربعاء 2 يوليو 2025 - 04:44 بتوقيت غرينتش
الإمام الحسين (ع) في ضوء القرآن الكريم ... مصداق المودة والتطهير والمباهلة

تشير بعض آيات القرآن الكريم بشكل مباشر إلى شخصية الإمام الحسين (ع) العظيمة، كما أن بعض الآيات الأخرى تشير إلى حقيقة يمكن اعتبار الإمام الحسين (ع) أبرز مصداق لها.

الكوثر- ايران

وثورة الإمام الحسين (ع) ضد حكومة يزيد كانت حدثاً عظيماً وصانعاً للملحمة، وقد خُلد اسمها في تاريخ الإسلام إلى الأبد.

والإمام الحسين (ع)، الذي أوجد هذه الثورة الكبرى، هو شخصية وُلدت في حياة النبي الأكرم (ص) وترعرعت في كنف النبي ووالده أمير المؤمنين علي (ع)، ولهذا، ورغم أنه كان طفلاً، إلا أنه كان حاضراً إلى جانب رسول الله (ص) في زمن نزول القرآن الكريم.

وتشير بعض آيات القرآن الكريم بشكل مباشر إلى المقام الرفيع للإمام الحسين (ع)، وبعضها الآخر يعبّر عن مفاهيم وحقائق يمكن أن نجد مصداقها الواضح في وجوده المبارك. ومن هذه الآيات، آية المودة، حيث يقول الله تعالى فيها "قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" (الشورى/٢٣).

اقرأ ايضاً

 ورد حديث عن المحدثين، كأحمد بن حنبل وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن الصحابة سألوا النبي(ص) عن قوله تعالى: {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، فقال: "علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين".

ومن الآيات الأخرى التي نزلت في حق أهل البيت(عليهم السلام) هي آية التطهير: "إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً"(الأحزاب / 33).

هناك أحاديث في مصادر الشيعة والسنة تذكر أن أهل البيت(ع) في آية التطهير هم فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم السلام. من هذه الأحاديث حديث أم سلمة الذي أوردته، حيث جمع النبي(ص) أهل بيته تحت الكساء وتلا عليهم آية التطهير. كما وردت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى، مثل حديث الكساء. 

وآية المباهلة أيضاً من الآيات التي تبيّن المكانة البارزة للإمام الحسين (ع)، ففي حادثة المباهلة، جادل نصارى نجران النبي (ص) حول حقيقة المسيحية، وقرر في النهاية أن يحضر كل طرف عائلته ليدعو على الآخر، حتى يفضح الله الكاذبين.

ويقول القرآن الكريم في هذا الشأن "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ...‏" (آل عمران/٦١).

وبناءً على الروايات المتواترة من مصادر الشيعة وأهل السنة، لم يصطحب النبي(ص) في هذه الحادثة إلا علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام). ولذلك فإن القصد من (أبناءنا" في هذه الآية هو الحسن والحسين (عليهما السلام)

تصنيف :