خاص الكوثر - احكام الاسلام
قال الشيخ قصير: الإمام الجواد عليه السلام لم يكن مجرد إمام صغير السن، بل كان بحق مدرسة متكاملة في العلم والمعرفة. فحكمته النابعة من الوحي والرسالة جعلته ينبوعًا لا ينضب من الفقه والحديث، حيث كان يجيب على أسئلة العلماء والفقهاء رغم شبابه. أما خلقه العظيم فقد تجلى في تواضعه وحلمه، إذ كان يواجه الظلم والصعاب بصبر وسعة صدر، متسامحًا مع من أساء إليه، وعافيًا عن المسيء.
اقرأ ايضاً
واكمل الشيخ قصير قائلا: لقد جسد عليه السلام مفهوم التسامح والعفو بأسمى معانيه، فهو لم يكن يرد الإساءة بالإساءة، بل بالعكس، كان يرد بالمحبة والرحمة، مما جعله قدوة في أخلاق الإسلام الرفيعة. كذلك كان مقاومًا للظلم والظالمين، فهو دعا دائمًا إلى الحرية والعدل، وحذر من أن يكون الإنسان ظالمًا أو يعين الظالمين بأي شكل من الأشكال.
واضاف استاذ الحوزوي: كان الإمام الجواد مع المستضعفين والمظلومين، يدافع عن حقوقهم ويرفع صوتهم، مؤكدًا أن الحق والعدل يجب أن يكونا أساس التعامل بين الناس، وأن القوة لا تعطي الحق في الظلم. بهذا، علمنا أن نتمسك بالحرية والعدل ونقف إلى جانب المظلومين في وجه الظلم والطغيان، فنحن مدعوون لأن نكون خير معين للمستضعفين وأن نرفض كل أشكال الظلم.