إيران تندد بانحياز واشنطن في مجلس الأمن وتطالب بوقف العدوان الصهيوني

الجمعة 6 يونيو 2025 - 14:32 بتوقيت غرينتش
إيران تندد بانحياز واشنطن في مجلس الأمن وتطالب بوقف العدوان الصهيوني

وصف سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، الاتهامات الأمريكية ضد إيران بأنها لا أساس لها من الصحة.

الكوثر -  ايران 

وقال سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم لدى الأمم المتحدة  في الرسالة: "لقد قررت أمريكا مرة أخرى تعطيل مهام مجلس الأمن، عبر إطلاق اتهامات سياسية منحازة ضد الآخرين، بهدف حرف الرأي العام عن المعاناة غير المسبوقة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".

وجاء في رسالة أمير سعيد إيرواني، سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، الموجهة يوم الخميس (حسب التوقيت المحلي) إلى السيدة كارولين رودريغز بيركيت، الرئيسة الدورية لمجلس الأمن، وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: "ينبغي على مجلس الأمن أن يضطلع بمسؤولياته وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وأن يتحرك فوراً لإنهاء العدوان الوحشي الذي يشنه الكيان الصهيوني، ورفع الحصار عن غزة، وفرض وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل واسع، وإنهاء المعاناة الكبرى التي يعيشها الشعب الفلسطيني. كما لا ينبغي أن يكون هناك مكان للمعايير المزدوجة والمقاربات الانتقائية والمصالح السياسية في مواجهة هذه الجرائم الواسعة النطاق".

وفيما يلي النص الكامل للرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

نرفض بشدة الإحالات غير المبررة والاتهامات التي لا أساس لها والتي أطلقها ممثل الولايات المتحدة الأمريكية قبيل التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، خلال الجلسة رقم 9929 لمجلس الأمن، في إطار بند "الأوضاع في غرب اسيا، بما في ذلك قضية فلسطين". إن هذه الاتهامات لا تمتلك أي أساس قانوني أو مصداقية.

في الوقت الذي كان يجب فيه على مجلس الأمن أن يتحرك بشكل عاجل وموحد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني غير المسبوقة، والتي تشمل القصف المستمر، والتهجير القسري، والمجاعة، والتدمير المنهجي للبنى التحتية المدنية، اختارت الولايات المتحدة مجدداً أن تعرقل أداء المجلس لمهامه، من خلال إطلاق اتهامات سياسية منحازة لتضليل الرأي العام. وهذا أمر مؤسف ومخجل. إن هذا الانحراف المتعمد يهدف بشكل واضح إلى حماية الكيان الصهيوني غير الشرعي والمحتل من المساءلة عن انتهاكاته المستمرة والفاضحة للقانون الدولي.

اقرأ ايضاً

والأكثر مأساوية من ذلك هو قيام الولايات المتحدة باستخدام الفيتو ضد مشروع قرار قدمته الدول الأعضاء المنتخبة في مجلس الأمن، كان يهدف إلى فرض وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. إن هذا السلوك يمثل فشلاً واضحاً وإساءة استخدام للمسؤوليات المنوطة بمجلس الأمن بموجب ميثاق الأمم المتحدة. وهو ليس حدثاً استثنائياً، بل يندرج في إطار نمط مقلق للغاية شاهدناه خلال الأشهر التسعة عشرة الماضية من الحرب الإبادة التي يشنها الكيان الإسرائيلي ضد سكان غزة.

إن الدعم المتجدد الذي تقدمه الولايات المتحدة لهذا الكيان المحتل، ومنعها محاسبته، ساهم بفاعلية في استمرار هذه الحملة العسكرية الكارثية، التي أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ومعظمهم من النساء والأطفال، ودفعت قطاع غزة نحو حافة الانهيار التام.

إن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال، يستند بالكامل إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، لا سيما مجموعة قرارات مجلس الأمن. وإن اتهام الآخرين نتيجة عواقب الحملة غير القانونية والوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني، ليس إلا تحريفاً متعمداً للواقع، يهدف إلى تبرئة هذا الكيان من جرائمه.

وكما أكد العديد من أعضاء المجلس خلال الاجتماع المذكور، فإن عدم اتخاذ إجراءات حازمة تجاه الجرائم الحربية والكوارث الإنسانية في غزة لا يضعف فقط مصداقية مجلس الأمن، بل يشجع أيضاً على ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

ينبغي على مجلس الأمن أن يضطلع بمسؤولياته وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وأن يتحرك فوراً لإنهاء العدوان الوحشي الذي يشنه الكيان الصهيوني، ورفع الحصار عن غزة، وفرض وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل واسع، وإنهاء المعاناة الكبرى التي يعيشها الشعب الفلسطيني. كما يجب ألا يكون للمعايير المزدوجة والمصالح السياسية مكان في التعامل مع هذه الجرائم.

نرجو توزيع هذه الرسالة كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.

مع فائق الاحترام.

تصنيف :