خاص الكوثر - شبابنا
وأوضح الشيخ السيف أن القرآن الكريم أعطى مساحة واسعة للعقل، ليس فقط كأداة إدراك، بل كعنصر توجيه وضبط للأحاسيس، مؤكدًا أن جوهر السعادة لا يكمن في التجريدات الذهنية، بل في القلب والمشاعر التي يُحسّ بها الإنسان في علاقاته مع أسرته وجيرانه ومحيطه.
وأضاف: "العقل يرشد ويوجّه، لكن القرار الأخير بيد الإرادة الإنسانية. فالإرادة هي التي تختار بين طريق السعادة أو الهلاك، بعد أن يُقدّم العقل المعطيات، وتهاجم المشاعر الإنسان بميولها".
وأشار إلى أن خطر الانسياق خلف المشاعر دون بصيرة عقلية قد يؤدي بالإنسان إلى الهبوط عن مستوى الكرامة الإنسانية، بل إلى ما هو أدنى من مرتبة الحيوان، كما بيّن القرآن الكريم في قوله تعالى: "لهم قلوب لا يفقهون بها..." و "أولئك هم الغافلون."
إقرأ أيضاً:
وتابع الشيخ السيف: "من أخطر اللحظات على الإنسان حين يُستولى على عقله بهواه، ويصبح العقل في خدمة الرغبة لا العكس. ولذلك، شدّد القرآن على مَن اتخذ إلهه هواه، أي جعل مشاعره هي المرجع بدلًا من العقل والإيمان".
وختم حديثه بالقول: "النجاة تكون حين يتوازن القلب والعقل، وحين تكون الإرادة هي الحَكم بعد توجيه العقل وهداية الوحي. والقرآن الكريم أرشدنا إلى هذا التوازن، ليحيا الإنسان حياة طيبة مطمئنة، لا حياة الغفلة والاضطراب".