هيلانة عطا الله: هذا الإرث النبوي العابر للطوائف يستحق أن يُجسَّد في سلوكنا ومقاومتنا |عين الحياة

الإثنين 5 مايو 2025 - 10:50 بتوقيت غرينتش

في مداخلة وجدانية وعميقة، عبّرت الأديبة والمفكرة السورية المسيحية هيلانة عطا الله عن ألمها العميق إزاء ما وصفته بـ"تقصير الأمة" في إحياء الإرث الإلهي العابر للطوائف والديانات، مؤكدة أن هذا التراث الذي تركه الأنبياء والأئمة، لا يزال بحاجة إلى وعي جمعي وسلوك جماعي يعكس روحه ومقاصده.

خاص الكوثر_ عين الحياة

وخلال مشاركتها في برنامج عين الحياة، تحدّثت عطا الله من قلب المشهد الرضوي، حيث تعمل وتعيش، عن تجربتها الحياتية بين المسلمين والمسيحيين، وبين السنة والشيعة، وقالت:"هذا الإرث العظيم، من مواريث الأنبياء والرسل، ومن تضحيات الأئمة، لا بد أن ينعكس في سلوك الأمة، لا أن يُحبس في الكتب والمنابر."

وسألت:"هل أثمرت تضحيات الإمام الرضا وأمثاله في وعي الأمة؟ هل بتنا اليوم نقترب أكثر من فهم الدين بمعناه الإنساني والعميق؟ ربما ليس بنسبة كاملة، لكن نلمح أحيانًا إشارات لوعي متجدد، لتفسير أدق، ولمعاملة أكثر رحمة."

وأضافت:"هذا الإرث النبوي والعلوي ليس مجرد ميراث رمزي، بل ميراث ينبغي أن يُقاوَم به، أن يُواجَه به الظلم، من كربلاء إلى غزة، من بدر إلى كل بقعة تُستباح فيها الكرامة."

وأوضحت أن الإرث نوعان: إرث مادي حسي مثل العمامة أو السيف أو الراية، وإرث روحي ومعرفي كالدعاء والعقيدة والسلوك، مضيفة:"خذ مثلًا سيف النبي، كان في عهد الإمام السجاد، الذي ترك لنا بدوره إرثًا روحيًا هائلًا في الصحيفة السجادية. هذا الإمام لم يكن فقط شاهد كربلاء، بل كان حاملًا لتراث العبودية الحقة، وترجمانًا للقرآن بالدعاء."

وتابعت قائلة:"كان لي شرف الاطلاع على الصحيفة السجادية، وقد وجدت فيها ثروة روحية لا نظير لها، تتجاوز الانتماءات، وتصلح لكل من ينشد الحقيقة."

واختتمت مداخلتها برسالة وجدانية قالت فيها:"إذا لم نُحيِ هذا الإرث في سلوكنا اليومي، في تعاملنا مع بعضنا، وفي مقاومتنا للباطل، فسنكون قد خسرنا أقدس ما نملك."