خاص الكوثر_ راديو غزة
في ثلاثينيات القرن الماضي كانت فلسطين تعيش لحظات تاريخية فارقة وسط الاحتلال البريطاني والأطماع الصهيونية ولدت اذاعته هنا القدس عام 1936 لتكون نافذه الشعب الفلسطيني الى العالم .
اقرأ أيضا:
لم تكن الاذاعة مجرد محطة للبث بل كانت صوت المقاومة الثقافية تحمل احلام الناس وآمالهم رغم قسوة الظروف.
كان اديب منصور ابن القدس البار واحد من ابطال هذه الرحلة ولد عام 1905 وتلقى تعليمه في برلين حيث درس الهندسة الكهربائية .
أديب منصور لم يكن كغيره من الشباب فقد كان يحمل شغفا مختلفا رؤية بان التكنولوجيا يمكن ان تكون صوتا لفلسطين عاد الى مدينته التي احب ليعمل في الاذاعة الفلسطينية كمهندس صوت في مجال كان يعد جديدا على الفلسطينيين آنذاك.
لكن هذه الاجواء لم تكن آمنة ففلسطين كانت تحت تهديد مستمر..
استهداف مقر اذاعة هنا القدس
في اليوم الثاني من اغسطس عام 1939 وعند الساعة 5:20 مساء هزت ثلاث قنابل مقر الاذاعة كانت القنابل قد وضعت بدقة داخل الاذاعة من قبل عصابة الاكسل الصهيونية ضمن خطه مميتة لاغتيال صوت فلسطين.
في اللحظه الاولى انفجرت القنبلة الاولى في غرفة التحكم حيث كانت المذيعة تؤدي عملها اصيبت بجروح خطيرة لكن اديب الذي كان يعمل في غرفه مجاورة هرع لنجدتها حملها بين يديه الى مكان آمن خارج المبنى وعاد بشجاعة للبحث عن زملاء آخرين ربما يكونون في خطر لكن اثناء عودته للتأكد من سلامة الاخرين انفجرت القنبلة الثانية لتنهي حياته.
استشهد أديب منصور قبل ان يكمل عامه الرابع والثلاثين وقبل ان يحقق احلامه الكبيرة في تطوير البث الاذاعي لفلسطين رحل قبل ان يحتفل بزواجه من خطيبته الالمانية ليديا التي كانت تنتظر عودته.
لكن ارث اديب لم يتوقف عند موته حملت العائلة احزانه واحلامه لينكس الارض في عمل ابن اخيه الفنان الفلسطيني الكبير سليمان منصور.
في عام 1973 قدم سليمان لوحة جمل المحامل التي اصبحت واحدة من أعظم الاعمال الفنية الفلسطينية .
من اثير اذاعة هنا القدس الى الوان سليمان منصور تبقى فلسطين الصوت والصورة الماضي والمستقبل الحلم الذي لا يموت...