الكوثر - مقالات
أعادت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» تموضعها في البحر الأحمر، وابتعدت خلال الساعات الماضية عن مرمى نيران قوات صنعاء إلى سواحل مدينة جدة، غداة معركة بحرية ضارية مع تلك القوات، تعرّضت خلالها الحاملة ومجموعتها لهجوم كبير بالصواريخ والمسيّرات. وفي الوقت نفسه.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية ابتعاد «هاري ترومان» نحو 800 ميل بحري عن المياه الإقليمية لليمن، فيما قالت مصادر إعلامية مقرّبة من حكومة صنعاء، لـ"الأخبار"، إن الحاملة ترابط حالياً قبالة ميناء جدة، مشيرة إلى أن الصور الخاصة بمواقع تتبّع حركة الطيران، كشفت وصول طائرة نقل أميركية من قاعدة الأسطول الخامس في البحرين وهبوطها على متن الحاملة.
ومساء الثلاثاء، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، تنفيذها عمليتين عسكريتين بواسطة طائرات مسيّرة من طراز «يافا» طاولت هدفين عسكريين في تل أبيب وعسقلان.
إقرأ أيضاً:
صنعاء تكون على جهوزية عالية لردع أي عدوان
ووسط تحريض صهيوني متصاعد على ضرب اليمن، شارك فيه رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، أكد مصدر عسكري مطّلع، لـ"الأخبار"، أن صنعاء «على جهوزية عالية لردع أي عدوان أميركي - بريطاني - صهيوني ضدها»، مضيفاً أن «أي تصعيد جديد سيدفع صنعاء إلى الانتقال إلى المرحلة السادسة من التصعيد ضد الكيان الصهيوني». وأشار إلى أن «القوات المسلحة اليمنية تستخدم أسلوباً متناسباً للرد على العدوان»، محذّراً من أن «أي عدوان جديد على المحافظات الواقعة تحت سيطرة حركة أنصار الله، سيُقابل بتوسيع نطاق العمليات العسكرية ضد المصالح الأميركية والبريطانية في المنطقة، وتكثيف الهجمات على الكيان الصهيوني». وذكّر المصدر بأن حركة «أنصار الله» اعتمدت «سياسة النفَس الطويل في مواجهة الكيان الصهيوني والعدو الأميركي».
الصواريخ اليمنية تضرب عمق الكيان
وتهدف حملة التحريض الصهيونية المكثّفة ضد «أنصار الله»، إلى تشكيل تحالف دولي مناهض للحركة، بعد تصاعد ضربات جبهة الإسناد اليمنية ضد الكيان الصهيوني، خلال الأيام الماضية. كذلك، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست»، في تقرير، أن رئيس «الموساد» الصهيوني، ديفيد برنياع، «دعا خلال مناقشات رفيعة المستوى بين القيادة السياسية والأمنية في الكيان إلى توجيه ضربة مباشرة لإيران في أعقاب الهجمات اليمنية». وأضافت الصحيفة أن «الولايات المتحدة اتخذت قرارها بتكثيف أنشطتها في الأيام الأخيرة بعدما اعتبرت أن سياستها وإجراءاتها ضد الحوثيين خلال العام الماضي كانت غير كافية»، لافتة إلى أن «اتخاذ هذا القرار جاء بعدما رأت واشنطن زيادة في مخاوف الشركات العالمية من دخول البحر الأحمر، وأن الحوثيين استمروا في إطلاق النار على الكيان والسفن الدولية»، مؤكدة «وجود تعاون مشترك بين واشنطن وتل أبيب في هذا الشأن».
وفي أعقاب دعوة وزير الحرب الصهيوني السابق، أفيغدور ليبرمان، حكومة الكيان إلى التواصل مع الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي والجماعات المسلحة التابعة لها، وتزويدها بالسلاح لقتال «أنصار الله» وإشغال الحركة على المديَين المتوسط والطويل، أعلن عدد من القبائل الموالية لصنعاء في طوق العاصمة ومحافظات أخرى، جهوزيتها بالمال والسلاح لإفشال أيّ مخطّط صهيوني يتم تنفيذه عبر تلك الأطراف، في وقت نفّذت فيه استعراضات مسلحة واسعة. والواقع أن العدوان الصهيوني على صنعاء، ومن بعده العدوان الأميركي - البريطاني، أعادا الالتفاف الشعبي إلى جانب «أنصار الله» والقوات المسلحة بشكل كبير، ما أزعج الكثير من المراقبين الموالين لحكومة عدن، والتي اعترف بعض مسؤوليها بأنّ العدوان الخارجي لم يضرّ بالحركة، بل أفادها في مكان ما.