الكوثر_صحافة
بدأت قوات الاحتلال الصهيوني تفرض نفسها «سلطة أمر واقع»، عبر افتتاح عدد من المراكز، وأبرزها مركز في مبنى بلدية مدينة البعث في القنيطرة، لاستقبال الوجهاء وفتح قنوات تواصل أوسع مع السكان المحليين.
اقرأ أيضا:
وفي السياق، تؤكد مصادر أهلية في ريف درعا الغربي، في حديثها إلى «الأخبار»، أن سلطات العدو، وبعد التظاهرات التي شهدتها مناطق عدة ضد الوجود الإسرائيلي، وفي محاولة للالتفاف على المطالب التي تدور حول انسحاب الاحتلال، قامت بإبلاغ السكان المحليين بضرورة العودة إلى العمل في الحقول والمزارع، وسط وعود بعدم التعرض لأي شخص.
وذلك بعد أن اشتكى السكان تضرر مزارعهم نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر، في وقت تتابع فيه القوات الصهيونية عمليات اقتحام المنازل وتفتيشها، والبحث عن أشخاص تقول إنهم يتبعون للمقاومة.
الحملة العسكرية المستمرة
وإلى جانب الحملة العسكرية المستمرة، تقوم آليات إسرائيلية ثقيلة بعمليات تجريف لعدد من التلال، وإقامة سواتر ترابية، بالإضافة إلى تركيب كاميرات مراقبة، وأجهزة تجسس واتصال، في إطار تأسيس بنية تحتية لتحكم مستقبلي بالمنطقة، سواء عبر الوجود المباشر، أو عن طريق وضع السكان تحت مجهر المراقبة، في ظروف شبّهها أحد السكان بما يجري في الضفة الغربية.
وبالرغم من التطمينات الإسرئيلية حول عدم التعرض للسكان «في حال قاموا بتنفيذ الأوامر والتزموا بتعليمات حظر التجول التي يتم فرضها بين وقت وآخر وتسليم الأسلحة وتسليم بعض المطلوبين»، حسبما أبلغ ضباط إسرائيليون السكان، تشهد قرى وبلدات عديدة في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي حركات نزوح مستمرة من السكان، الذين يخشون تعرضهم للاعتقال أو التعنيف الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، أثارت عمليات التدمير الممنهجة لأبنية ومنازل بعض السكان في الجنوب السوري، والتي ارتفعت وتيرتها بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، مخاوف عديدة من احتمالية توسّعها في ظل عدم وجود أي قوات أممية، وفشل المساعي السياسية في ردع الاحتلال.
وفي هذا السياق، تقول مصادر أهلية في القنيطرة إن قوات العدو قامت بتدمير عدد من المنازل في بلدة الرفيد، وبعض المزارع الصغيرة المحيطة، كما قامت بتجريف الأراضي والمزارع واقتلاع الأشجار من محيط المنازل، علماً أن سكان هذه القرية ومحيطها مزارعون ولم تسبق لهم المشاركة في أي نشاط سياسي أو عسكري، وفقاً للمصادر.
سقوط نظام بشار الأسد
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، توغّلت قوات إسرائيلية في عمق الأراضي السورية، وسيطرت على مساحات واسعة على امتداد الشريط الفاصل، وبعمق يتجاوز العشرين كيلومتراً مربّعاً في بعض المناطق، إلى جانب السيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، في وقت لا تزال فيه قوات «حفظ السلام» الأممية غائبة عن المشهد.
وفي الوقت نفسه، تنأى السلطات التي تسيطر على دمشق في الوقت الحالي بنفسها عما يجري في الجنوب، بداعي أن البلاد لا تحتمل حروباً جديدة، فيما تعوّل على الحلول السياسية التي لم تنجح حتى الآن في كبح جماح الاحتلال.