الكوثر_ ايران
لا يشبه تاريخ الثلاثاء السابع عشر من كانون الأول –ديسمبر 2024، اي تاريخ آخر، فمنذ الصباح الباكر إجتمعت أكثرمن ألف سيدة من ايران ولبنان وبعض الدول للقاء قائد الثورة الإسلامية في ايران، حيث بدأت الجموع تتوافد الى مكان اللقاء، جمع سيدات من مختلف الميادين الطبية والعلمية والسينمائية والإعلامية والثقافية وأمهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم.
اقرأ أيضا:
بدأت الحاضرات بالدخول الى مكان اللقاء، المكان واسع ومرتب، كاميرات توزعت على جميع الزوايا لتسجيل اللقاء، تتربع في أعلى باحة اللقاء قول للرسول الأكرم محمد (ص) على لوحة تعتلي المسرح خُطّ عليها: "أوصاني جبريل عليه السلام بالمرأة".
بإيمان وهيبة ورهبة وأصوات التلبية لقائد الثورة الإسلامية، أطلّ الإمام السيد علي الخامنئي على الجمع الغفير من السيدات وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء من إيران ولبنان بمناسبة ذكرى ولادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في لقاء خاص أقيم في حسينية الإمام الخميني (رض).
فعلى وقع الصلوات على محمد وآل محمد والهدوء التام الذي خيّم على المكان، فُتِح الستار، وأطل سماحة القائد على الحضور، رافعاً يده، ملقياً التحية على الجميع ووقف الجميع يردّن السلام، رافعين الأيادي ومرددين الشعارات بحفظ قائد الثورة الإسلامية وحفظ الجمهورية الإسلامية من الأعداء ونصرة المقاومة في فلسطين ولبنان.
المرأة والمقاومة شريكان لا ينفصلان
وبعد سلسلة من الخطابات التي ألقتها بعض من سيدات إيران القديرات، تناولت جوانب مختلفة من المجتمع الإيراني تنوعت بين الفن والتربية وقضايا الزواج وتأثير وسائل التواصل الإجتماعي على الحياة الفردية والتحديات التي يواجهها المواطن في ايران، ألقت السيدة عايدة سرور من لبنان كلمة تناولت فيها حياتها مع ولديها الشهيدين ومسيرة حياتهما ، حيث قدّمت سرور ولدها الأول شهيدا أثناء الدفاع عن الاماكن المقدسة في سوريا، وكان يبلغ من العمر 17 عاماً، مشيرة إلى أن تصميم الدفاع عن المقدسات في سوريا لشاب في ريعان شبابه يؤكد على التربية المقاومة التي قدمتها سرور لولديها الوحيدين.
ثم تحدثت عن شهيدها الثاني الذي تبلغت خبر شهادته منذ عشرة ايام فقط، وكيف أن العدو الصهيوني كان يلاحق شهيدها من مكان الى مكان في بلدة محيبيب الجنوبية، حتى أطلق عليه العدو الصهيوني لقب "أسد محبيب"،كما أضافت في كلمتها الى دور سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، الشهيد الأقدس على طريق القدس، في بناء مجتمع مقاوم سارت معه وعلى طريقه جماهيره داخل لبنان وخارجه، فالشهيد السيد حسن نصرالله الذي رافقنا معه طيلة ثلاثين عاماً من المقاومة والجهاد والنضال لم يغب عنا وهو ما زال حاضرا في قلوب كل مقاوم، كما تطرقت في كلمتها الى دور المرأة في تاريخ المقاومة وتحقيق الإنتصارات ودورها في لبنان حتى هزمت المقاومة الكيان الأوهن من بيت العنكبوت.
قائد الثورة:السيدة الزهراء المحدثة البليغة
قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي خلال كلمته التي رحّب فيها بالحاضرات، وبارك لهن بالمناسبة العظيمة توقف عند حياة السيدة فاطمة الزهراء (ع) لتكون هي نموذج المرأة المسلمة الخالد في العبادة والسياسة والتعليم والحياة، موضحاً سماحته أن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام كانت رفيقة النبي (ص) في أيامه الشداد، وشريكة أمير المؤمنين علي (ع) في الجهاد، وكانت مبهرة لأعين الملائكة في عبادتها، وكانت محدثة مبلغة وواعظة مؤثرة في السياسة، وهكذا هي امهات الشهداء وزوجات الشهداء في واقعنا الحالي.
نقاط مختلفة وعديدة كانت محطّ إهتمام خطاب الإمام السيد علي الخامنئي من دور السيدة الزهراء (س) الى التطورات الأخيرة في سوريا الى حضور قادة المقاومة الشهداء بيننا الى اعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
قائد الثورة: مخطئ من يعتقد ان المقاومة ستنتهي
ففي كلمته أكّد قائد الثورة الإسلامية أن أمريكا والكيان الصهيوني وبعض حلفائهما مخطئون باعتقادهم بأن المقاومة ستنتهي؛ وهو اعتقاد خاطئ تماماً، لأن من سيتم القضاء عليه هو الكيان الإسرائيلي.
وإعتبر سماحة القائد بأن الإجراءات الخفية والحرب الناعمة التي يشنها الأعداء للانحراف عن القيم وعلى رأسها القضايا المتعلقة بالمرأة من الأمور المهمة التي ينبغي على المسلمين الاهتمام بها، مؤكدا على أن العدو ليس خاملا، بل منشغلا بالتخطيط والتصميم.
وعن أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال سماحته أن هؤلاء الإعداء سرعان ما أدركوا أن الثورة لا يمكن هزيمتها بالأساليب المادية، لذا اتجهوا إلى الأساليب المبرمجة الناعمة كالشعارات الطنانة والعناوين الرنانة المضللة مثل الدفاع عن حقوق المرأة، وافتعال أعمال الشغب بحجة الدفاع عن مجموعة من النساء أو امرأة في بلد ما.
قائد الثورة: مسيرة المقاومة مستمرة
وفي ملف التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا واستمرار جرائم الكيان الصهيوني في عدوانه اليومي على غزة ولبنان، أكد سماحته على أن مسيرة شهداء المقاومة مستمرة وأهل غزة ولبنان صامدون ويقاومون ضد اعتداءات الصهاينة اليومية.
وتابع سماحته بأن الكيان الصهيوني يسعى لتطويق حزب الله والقضاء عليه عبر ما تم فعله في سوريا، لكن الصهاينة والولايات المتحدة وكل من يقف إلى جانبهم مخطئون في اعتقادهم بأن المقاومة انتهت في المنطقة ومن سيتم القضاء عليه فعليا هو الكيان الإسرائيلي.
وعن سماحة السيد حسن نصر الله وقادة المقاومة قال قائد الثورة بأن روح السيد حسن نصر الله حية، وروح السنوار حية، كما أن شهادتهما لم تخرجهما من الساحة بل أبعدت حضورهما جسديا فقط لكن روحيهما باقية وفكرهما مستمر وطريقهما سيستمر.
ساعات مرّت، وإنتهى اللقاء، لكن الأمل باللقاء مرة ثانية لم ينته عن الحاضرات، كما الإستقبال كان الوداع مع سماحة القائد حامل الراية، ولي امر المسلمين، الداعم لكل جبهات المقاومة...