صحيفة الاخبار: الاتفاق وشيك... والعبرة في التنفيذ

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 08:38 بتوقيت غرينتش
صحيفة الاخبار: الاتفاق وشيك... والعبرة في التنفيذ

إذا لم نكن أمام مناورة جديدة من مناورات رئيس وزراء العدوّ، بنيامين نتنياهو، فإنّ اللبنانيين باتوا قريبين جداً من التوصل إلى نهاية للعدوان الصهيوني.

الكوثر_صحافة

ومهما يكن الأمر، فإن الثابت والواضح أن التسوية التي تقوم على تنفيذ القرار 1701 «بلا حرف زائد» لم تكن لتتحقق لولا الصمود الأسطوري لأبطال المقاومة الذين منعوا العدو على مدى نحو شهرين من تحقيق إنجاز ميداني باحتلال ولو قرية واحدة من قرى الحافة والتثبيت فيها، ولولا سرعة تعافي المقاومة وتماسكها وإعادة هيكلة قدراتها، بما مكّنها من فرض سيف القصف الصاروخي فوق رقاب أربعة ملايين صهيوني، ولولا الاحتضان، الأسطوري هو الآخر، من بيئة المقاومة لهذه المقاومة، ومن البيئة اللبنانية الأوسع للنازحين الجنوبيين والبقاعيين.

اقرأ أيضا:

 

حفلة السجال السياسي المتوقعة بعد انتهاء الحرب

وبعيداً عن حفلة السجال السياسي المتوقعة بعد انتهاء الحرب، و«الحساب» الذي ستفتحه بعض الأطراف التي خيّب العدوّ مجدداً آمالها وأحلامها، ورغم التدمير الواسع الذي تسبّب به العدو والمجازر التي ارتكبها، فإن «الحسبة» الأولى تشير إلى إفشال أهداف العدوان الأساسية بإقامة شرق أوسط جديد خالٍ من المقاومة، وبالقضاء على حزب الله، وبفرض نظام سياسي في لبنان يكون الحزب خارجه كما أعلن الإسرائيليون، وكما أوحى الأميركيون إلى بعض حلفائهم في الداخل.

لم يكن نتنياهو ليذهب أساساً إلى التفاوض لو أن في إمكانه تحقيق أيٍّ من هذه الأهداف، مثلما لم يتمكن من إعادة مستوطن واحد إلى المستعمرات الشمالية من دون اتفاق، وهو ما أكدته المقاومة منذ اليوم الأول.

العبرة في التنفيذ

الحصيلة الأولى لهذه الاتفاق الذي تبقى العبرة في تنفيذه، أن المقاومة باقية، وأن قدراتها كما أثبتت الأشهر الماضية لا تتعلق بتموضعها جنوب النهر أو شماله، وهو ما يمكن استخلاصه بوضوح من صراخ مستوطني الشمال ضد «اتفاق العار».

وفي أية حال، بدا في الساعات الماضية أن اتفاق وقف إطلاق النار بات في الأمتار الأخيرة الحاسمة، في ضوء تطوّرين تمثّلا أولاً باستمرار إطلاق التسريبات المتقاطعة عند أجواء تفاؤلية، وثانياً التصعيد الهستيري في الجنوب والضاحية ومشارف بيروت، وصولاً الى منطقة الشويفات، يوم أمس. ونقلت وسائل إعلام عبرية «أننا أصبحنا في الشوط الأخير ما قبل الاتفاق» بالتزامن مع ما تناقلته أوساط لبنان عن «أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن الاتفاق»، من دون الإفراط في التفاؤل استناداً إلى التجربة مع العدو الصهيوني، علماً أن «لبنان أُبلِغ رسمياً أنه سيتم الإعلان عن الاتفاق خلال ساعات» وفقَ ما أعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم.

ونقلت وكالة رويترز أن إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين أن «وقف إطلاق النار قد يُعلن عنه في غضون ساعات».

وأبلغ نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب وكالة «رويترز» أنه «لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء تنفيذ الهدنة المقترحة من الولايات المتحدة». وأشار إلى أن «الهدنة التي ترعاها واشنطن ستراقب تنفيذها لجنة مكونة من 5 دول».

وأضاف بوصعب «الهدنة تقوم على انسحاب جيش الاحتلال  من الجنوب وانتشار الجيش اللبناني خلال 60 يوماً».

وعلمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تبلّغ أمس من الموفد الأميركي عاموس هوكشتين رسمياً موافقة العدو الصهيوني على وقف إطلاق النار، وبدأ الإعداد لعقد جلسة لمجلس الوزراء الأربعاء المقبل، في حال موافقة حكومة الاحتلال  اليوم رسمياً على الاتفاق.

وكلف ميقاتي الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية القيام بالترتيبات اللازمة لتأمين نصاب عقد الجلسة (16 وزيراً).

وفي حال سارت الأمور كما هو متوقع، ستعرض آلية تنفيذ القرار 1701 بحسب الاتفاق على الوزراء خلال الجلسة لمناقشة بنودها، ثم أخذ القرار بالموافقة عليها. ولم يُعلم ما إذا كان وزراء التيار الوطني الحر سيحضرون الجلسة.

الاعلان عن وقف لإطلاق نار

وفيما أشارت وسائل إعلام عدّة، إلى أن الرئيسين الأميركيّ جو بايدن والفرنسيّ إيمانويل ماكرون سيعلنان خلال الساعات المقبلة وقفاً للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً، أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن «وقف إطلاق النار في لبنان أولوية بالنسبة إلى الرئيس بايدن».

وأوضح أن «الاتصالات بشأن التوصل إلى وقفٍ لإطلاق نار بين كيان الاحتلال وحزب الله مستمرة، لكن لا تطوّر يمكن الحديث عنه»، مضيفاً أن هوكشتين «عاد إلى واشنطن بعد نقاشات بناءة، ونحتاج إلى مواصلة العمل للحصول على وقف إطلاق النار».

وكشف «أننا وصلنا إلى نقطة في نقاشاتنا تدفعنا إلى الاعتقاد بأن المباحثات تسير في طريق إيجابي جداً».

 

تصنيف :