مجلة "فورين بوليسي الامريكية "اسرائيل" تستهدف حق العودة بحظر "الأونروا"

السبت 23 نوفمبر 2024 - 08:02 بتوقيت غرينتش
مجلة "فورين بوليسي الامريكية  "اسرائيل" تستهدف حق العودة بحظر  "الأونروا"

مجلة "فورين بوليسي" الأميركية نشرت مقالاً للكاتبة فوهرا أنكال، تحدثت فيه عن السبب الحقيقي وراء حظر "الكيان الصهيوني" لعمل وكالة "الأونروا" في فلسطين المحتلة.

الكوثر - مقالات

وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" هي المؤسسة الرائدة المخصصة للاحتياجات الإنسانية للشعب المحاصر في قطاع غزة وسط الحرب الصهيونية المدمّرة، والتي خلفت أكثر من 43 ألف قتيل، ونصف هذا العدد تقريباً هم الآن أيتام، وأكثر من 100 ألف جريح.

ومع ذلك، قال الاحتلال  مراراً وتكراراً إنه  يرغب في حظر "الأونروا". وزعمت  حكومة الاحتلال  إن عُشر موظفي "الأونروا" مرتبطون بحركة حماس، وأنّ بعضهم شارك في هجوم 7 أكتوبر 2023.

 الدوافع الصهيونية وراء السعي لتفكيك الأونروا

لكن السبب الأكبر وراء الدفع الصهيوني للتخلص من الوكالة يبدو أنه شيء آخر. يتفق الإسرائيليون الذين يؤيدون الحظر وأولئك الذين يعارضونه على أنّ أحد دوافعه الرئيسية هو أنّ "الأونروا" تسمح بنقل وضع اللاجئ من جيل من الفلسطينيين إلى جيل آخر. وبالتالي، فإنّ إلغاء الوكالة من شأنه أن يساعد في القضاء على مطالبات الفلسطينيين بحق العودة إلى أرضهم.

لعقود من الزمان، كانت "الأونروا" مسؤولة عن المساعدات الطارئة والخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وكذلك في البلدان المجاورة. ولفترة طويلة تقريباً، أراد  الاحتلال تفكيك المجموعة.

اقرا ايضاً

الكنيست يحظر أنشطة الأونروا ويهدد المساعدات لغزة"

 أقرّ الكنيست الإسرائيلي قانونين يحظران عمل "الأونروا" داخل "إسرائيل" ويمنعان التنسيق معها، مما قد يوقف المساعدات لغزة عبر المعبر المصري. القوانين تدخل حيز التنفيذ بعد 90 يوماً، وسط دعم سياسي واسع واحتمال ضئيل للتراجع. "الأونروا"، التي أُنشئت عام 1949 لإغاثة الفلسطينيين، تواجه تحدياً وجودياً بينما ارتفع عدد اللاجئين المطالبين بحق العودة إلى 6 ملايين.

"الأونروا: العمود الفقري للإغاثة في غزة بلا بديل منظور"

يعتقد العديد من المسؤولين الغربيين ومسؤولي الأمم المتحدة أنّه لا يوجد بديل للأونروا، على الأقل في الأمد القريب إلى المتوسط، حيث لا توجد منظمة أخرى تضاهي حالياً بنيتها التحتية وخبرتها في المساعدات.

قبل الحرب، كانت الأونروا تدير أكثر من 300 مدرسة ومستودع ومركز صحي ومرافق أخرى في غزة وكان لديها 13 ألف موظف هناك في غزّة، وأكثر من 30 ألف موظف عندما يتم تضمين الموظفين في البلدان المجاورة. وتفيد الوكالة أنّ ما يقرب من نصف سكان غزة - أي مليون شخص - لجأوا إلى منشآت الأونروا في نقاط الصراع الأخير.

في جوهرها، تدور الحرب من أجل بقاء "الأونروا" بين الاحتلال  والأمم المتحدة، التي تمثل المجتمع الدولي. تريد الأمم المتحدة الوفاء بوعدها للاجئين الفلسطينيين - ليس فقط في ما يتعلق بتوفير المساعدات الطارئة، ولكن أيضاً في ما يتعلق بمستقبل ودولة خاصة بهم. وفي الوقت نفسه، حتى بين الإسرائيليين الذين يؤيدون قيام دولة فلسطينية مستقلة، هناك شعور بأنّ السلام لا يمكن تحقيقه إذا طالب الملايين من الفلسطينيين بحق العودة إلى حيث يعيش الصهاينة.

وفي الأثناء، يراهن نتنياهو على عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي وافق على  تفسير الاحتلال للـ"الأونروا" وخفّض المساعدات للوكالة في عام 2018، والآن اختار  رجلاً قال في عام 2008 أنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني"، ليكون  السفير الأميركي الجديد في الكيان الصهيوني.