الكوثر - مقالات
كما يعزز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه التوجهات، بتعيينه يحيئيل ليتر، المعروف بدعمه للمستوطنات، سفيراً لدى الولايات المتحدة، مما يشير إلى تطلعات نتنياهو لتحقيق مزيد من الضم والاستيطان بمساندة الإدارة الأميركية الجديدة.
اقر ايضاً
تتجاوز توقعات إسرائيل وائتلافها الفاشي الحاكم الحرب على غزة ولبنان
وفيما لا يخفي اليمين الفاشي توقعاته وأمنياته، إذ يرى في الإدارة الأميركية الجديدة فرصة لتحقيق ما كان يُعدّ «حلماً صهيونياً»، أمر وزير المالية الذي يرأس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، بالاستعداد لضمّ الضفة بعد تولّي ترامب السلطة، معرباً عن أمله في أن تعترف الإدارة الجديدة بمساعي إسرائيل نحو «السيادة» على المناطق "الفلسطينية المحتلة".
تصريحات سموتريتش تبدو مزيجاً من التوقعات والتنبؤات، ولن تتضح ملامحها إلا بعد معرفة توجّهات إدارة ترامب وخططها للمنطقة، خصوصاً بعد تحديد بعض المناصب الرئيسية مثل وزير الدفاع والخارجية ومستشار الأمن القومي. تم تعيين ماركو روبيو وزيراً للخارجية ومايك والتز مستشاراً للأمن القومي، وهما من أبرز الشخصيات في تيار المحافظين الجدد الذين يفضلون سياسة "السلام عبر القوة" في التعامل مع القضايا الخارجية.
وهكذا، تتجاوز توقعات الاحتلال وائتلافه الفاشي الحاكم، كما أمنياتها، الحرب على غزة ولبنان، إذ تترقّب ما هو أبعد من نتائجها المباشرة. ورغم أنه لا يزال متعذراً تحديد اتجاهات الإدارة الأميركية الجديدة وخططها للمنطقة، إلا أنه لا يستبعد أن لا تكون خالية ممّا يأمله الكيان الصهيوني، فيما السؤال الأبرز ليس ما إذا كان ترامب سيتماشى مع تطلّعات الفاشيين في «الدولة العبرية»، بل إلى أيّ حد يريد ويمكنه التماشي معهم؟ وعلي أي حال، في سياق هكذا خطط وأمنيات نازية، تكون الحرب مقدّمة لما هو أبعد منها: المس بالقضية الفلسطينية والفلسطينيين ووجودهم المادي، وليست وسيلة لتحقيق أهداف سياسية – أمنية عبر وسائل غير سياسية، وفقاً لما جرى تصديره إلى الآن عن هذه الحرب.