العلماء المسلمون.. الأخوة العلماء الثلاثة بني موسى

الأربعاء 6 نوفمبر 2024 - 07:19 بتوقيت غرينتش

ضمن برنامج العلماء المسلمون تعرفوا أكثر على العلماء الأخوة الثلاثة محمد وأحمد والحسن أبناء العالم الفلكي موسى بن شاكر .

خاص الكوثر- العلماء المسلمون

موسى بن شاكر الخراساني من كبار الفلكيين الذين عاشوا في عصر الخليفة العباسي المأمون وقد اشتهر بإتقانه الأزياج الفلكية، كما اشتهر أبناؤه فيما بعد بالعلوم الفلكية والهندسة الميكانيكية.

أبناءه محمد (أبو جعفر) وأحمد وحسن ، رياضيون وفلكيون ،عاشوا في القرن التاسع الميلادي.

كان والدهم موسى بن شاكر فلكيًا ويعمل في خدمة المأمون، فلما توثقت صلته به ووثق فيه المأمون أوصاه قبل وفاته بأولاده محمد وأحمد والحسن، فعهد بهم المأمون إلى أحد فلكيي بيت الحكمة وهو يحيى بن أبي منصور الذي علمهم الرياضيات والفلك وعلوم الحيل (الميكانيكا)، فبرع محمد والحسن - وهو اعلمهم  - في الأولتين (الرياضيات والفلك)، وبرع أحمد في الأخيرة (الميكانيكا).

بنيت بعد وفاة الخليفة العباسي المأمون مراصد كثيرة منها مرصد بني موسى الذي انشيء على طرف الجسر المتصل بباب الطاق في بغداد، واستخرجوا فيه حساب العرض الأكبر من عروض القمر.

جمع بنو موسى أموالا طائلة، وجذبوا حولهم علماء وأطباء ومترجمين كثيرين منهم حنين بن اسحق وثابت بن قرة، ولم يكونوا يبخلون على العلوم بشيء، فقاموا بسياحات كثيرة للدولة البيزنطية للحصول على الكتب، واقاموا في قصرهم الباذخ في بغداد مرصداً كاملاً ووافياً، وكانوا يتمتعون في زمن المأمون بنفوذ هائل، فصاروا يكلفون بالمشاريع الفلكية والميكانيكية وبترجمة الكتب، ويقومون بدورهم بتكليف من يقوم لهم بها. َ

حسب بنو موسى الحركة المتوسطة للشمس في السنة الفارسية، ووضعوا تقويمات لمواضع الكواكب السيارة، ومارسوا مراقبة الأرصاد وسجلوها. لعب بنو موسى دوراً مهماً في تطوير العلوم الرياضية، والفلكية، والهندسية وذلك من خلال مؤلفاتهم؛ ومن خلال رعايتهم لحركة الترجمة والإنفاق على المترجمين والعلماء.

يشار إلى أن بني موسى قد تعاونوا فيما بينهم لدرجة يصعب معها التمييز بين العمل الذي قام به كل واحد منهم، ولكنهم لعبوا دوراً مهماً في تطوير علوم الرياضيات، والفلك، والهندسة؛ وأثروا في عصرهم تأثيراً كبيراً.

 

اقرأ أيضاً

مؤلفات أخوة بني موسى

كتب بنو موسى في علوم عدة مثل الهندسة، والمساحة، والمخروطات، والفلك، والميكانيكا، والرياضيات. ومن مؤلفاتهم: «كتاب الحيل»، وهو أشهر كتبهم، جمعوا فيه علم الميكانيكا القديمة، وتجاربهم الخاصة، ويقول أحمد يوسف حسن محقق هذا الكتاب: «إن الاهتمام بكتاب الحيل بدأ في الغرب منذ نهاية القرن التاسع عشر، ولكن الدراسات الجادة لم تظهر إلا مع بداية القرن العشرين، وذلك عندما نشر كل من فيديمان وهاو سر مقالات حول هذا الكتاب».

من أهم مؤلفاتهم: «كتاب مساحة الأكر»، و«كتاب قسمة الزوايا إلى ثلاثة أقسام متساوية»، ترجمه جيرارد كريموني إلى اللاتينية، و«كتاب الشكل المدور والمستطيل»، و«كتاب الشكل الهندسي»، و«كتاب حركة الفلك الأولى».

ولعل أهم ما خلفوه من ترجمات هو كتاب أرخميدس (حول قياس الاشكال المسطحة والمستديرة) الذي ترجمه جيراردو الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي تحت اسم (أقوال بني شاكر)، ودرسه أبرز زعماء النهضة الاوربية مثل روجر بيكون، ولهم أيضاً (كتاب الحيل)، المسمى أحياناً (حيل بني موسى) والذي نقل أخيراً إلى الإنجليزية، ويعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتب التي ألفت بالعربية في علوم الحيل أو الميكانيكا، ويضم حوالي مائة تركيب مختلف في الوسائل الميكانيكية، ولهم كذلك كتاب (في مراكز الاثقال)، و (كتاب في القرسطون)، و (كتاب في قسمة الزاوية إلى ثلاثة أقسام)، و (كتاب في مساحة الاكر).