الكوثر - ايران
يعود تاريخ هذا الفن إلى آلاف السنين ويتميز بتقنيات دقيقة تجمع بين مهارة الحرفيين وخيالهم الفني. تشتهر إصفهان (مدينة بمركز ايران) بكونها حاضنة لمجموعة من أفضل الحرفيين الذين يتقنون فن المينا ويعملون على صقله ونقله عبر الأجيال.
عملية إنتاج المينا تبدأ بإعداد سطح معدني، غالبًا من النحاس، ثم طلاءه بطبقة من مسحوق الزجاج الممزوج بالأصباغ. تُسخن القطعة في فرن بدرجات حرارة عالية تصل إلى حوالي 750-850 درجة مئوية، ما يؤدي إلى التصاق الزجاج وتكوين سطح أملس ولامع بألوان زاهية. يُكرر الحرفيون هذه العملية عدة مرات لضمان ثبات الألوان والحصول على نقوش دقيقة.
تستخدم تقنيات مختلفة في هذا الفن، منها التذهيب بالمينا الشفاف، حيث يُطلى المعدن بطبقة شفافة من المينا ليحتفظ ببريقه الأساسي، وأيضًا المينا الملونة، حيث تُضاف أصباغ غنية لإضفاء ألوان متعددة وأحيانًا حتى تدرجات معقدة من الألوان.
إقرأ أيضاً
يستخدم فنانو المينا في إصفهان نقوشًا مستوحاة من الزخارف النباتية والتصاميم الهندسية، إلى جانب الأنماط التقليدية التي تعكس الثقافة الفارسية. تُصنع من فن المينا قطع مختلفة مثل الأطباق والأواني والصناديق والمجوهرات، التي تحمل طابعًا تراثيًا فنيًا مميزًا، وتجذب الكثير من السياح والزوار.
يُعتبر فن المينا أحد رموز الهوية الثقافية والفنية الإيرانية، إذ يُعبر عن تاريخ طويل من الحرف اليدوية التي تطورت وانتقلت بين الأجيال، ويساهم في تعزيز السياحة الثقافية في إصفهان، حيث يزور السياح ورشات العمل لشراء منتجات المينا كذكريات فنية فريدة من إيران.