الكوثر_فلسطين
لنحو ربع قرن تعمل ضابط الإسعاف الأربعينية "مها وافي" في جهاز "الإسعاف والطوارئ" منذ التحاقها بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 2000، حيث عايشت منذ ذلك الحين أحداث "انتفاضة الأقصى" ومرت بحروب وكوارث، لكنها تعتبر الحرب الحالية "الأكثر قسوة ودموية".
منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة عقب عملية طوفان الاقصى المباركة لم تتوان مها (44 عاماً) عن دوامها اليومي، كانت خلاله مسعفة، وأم 4 ذكور وفتاة واحدة، ووجدت نفسها مسؤولة عنهم بمفردها بعد اعتقال زوجها مدير الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة للمنطقة الجنوبية بقطاع غزة أنيس الأسطل.
إقرأ أيضاً
وتضع مها اعتقال زوجها "أنيس الدنيا" كأشد مصائبها بالحرب "فاعتقاله كسر ظهري" تقول هذه الزوجة الصابرة، وهي التي خسرت منزلها في مدينة خان يونس جنوب القطاع في غارة جوية صهيونية دمرته كلياً، ونزحت بأبنائها 10 مرات هرباً من حمم الصواريخ والقذائف.
نداء الواجب
يومياً ومع بزوغ أول خيوط النهار، تنطلق مها إلى عملها تتنازعها مشاعر الخشية على أبنائها والتزامها بعملها الإنساني، وتقول للجزيرة نت "كل صباح أنظر إلى أبنائي وأدرك حاجتهم لي، ولكنني أضبط مشاعري واستودعهم الله عز وجل وأنطلق إلى عملي.. أولادي بخير لكن هناك أطفالا جرحى وآخرين يئنون تحت ركام المنازل والمباني المدمرة وهم بحاجتي أكثر".
"لا يمكنني أن أتقاعس عن نجدة هؤلاء الضحايا، وكثير منهم أطفال ونساء" هذا ما تعلمته من زوجها أنيس، وتصفه بـ "القائد والصديق الأول، وكان يقدم عمله الإنساني على أي شيء آخر، ورغم أن منصبه الوظيفي كمدير يعفيه من العمل الميداني، إلا أنه يفضل أن يتقدم الصفوف، ويختار سيارة الإسعاف الأولى في مقدمة المواكب متحدياً المخاطر".