من وعد بلفور إلى حرب الإبادة.. الشعب الفلسطيني يواصل تجذره بأرضه

الأحد 3 نوفمبر 2024 - 06:36 بتوقيت غرينتش
من وعد بلفور إلى حرب الإبادة.. الشعب الفلسطيني يواصل تجذره بأرضه

ما بين "وعد بلفور" المشؤوم الذي منحته بريطانيا لليهود في العام 1917، إلى حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة لليوم 393 على التوالي، يواصل الشعب الفلسطيني صموده وتجذره في أرضه رافضًا كل سياسات التهجير ونزع هويته، فيما يتواصل الانحدار القيمي والأخلاقي للغرب الذي لم يغير موقفه باستمرار دعم الاحتلال الإسرائيلي المجرم ما بين "وعد بلفور" المشؤوم الذي منحته بريطانيا لليهود في العام 1917، إلى حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة لليوم 394 على التوالي

الكوثر_ مقالات

 يواصل الشعب الفلسطيني صموده وتجذره في أرضه رافضًا كل سياسات التهجير ونزع هويته، فيما يتواصل الانحدار القيمي والأخلاقي للغرب الذي لم يغير موقفه باستمرار دعم الاحتلال الإسرائيلي المجرم.


 ويوافق اليوم الذكرى الـ107 لما يعرف بوعد "بلفور" المشؤوم الذي أطلقته الحكومة البريطانية في رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطانية في 2/11/1917 إلى اللورد "ليونيل روتشيلد" أحد زعماء الحركة الصهيونية، قطعت فيها تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.

اقرأ أيضا:

 

ومنذ البداية رفض أصحاب الأرض الحقيقيون الوعد المشؤوم، ولم يستسلموا للوقائع التي بدأ الاستعمار البريطاني بفرضها على الأرض أثناء احتلاله فلسطين بين عامي 1920 و1948، عبر جلبه العصابات الصهيونية الإرهابية إلى أرض فلسطين، حيث خاضوا ثورات متلاحقة ضد الاحتلال البريطاني وضد هذه العصابات كان أولها ثورة البراق عام 1929 ثم ثورة 1936.

وبدعم من القوات البريطانية صعدت هذه العصابات إرهابها وارتكبت جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين أسفرت عن تهجير 750 ألفاً منهم فقط خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 1948، وفي 14 أيار من العام ذاته أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب، ليعلن الصهاينة في اليوم التالي إقامة كيانهم الغاصب الذي ضمته الدول الكبرى إلى منظمة الأمم المتحدة، وذلك بعد تمريرها في الـ 29 من تشرين الثاني عام 1947 القرار الأممي رقم 181 الذي عرف بـ قرار التقسيم الجائر رغم رفض الفلسطينيين والدول العربية له.

"التاريخ يعيد نفسه"

التاريخ حتى اليوم يعيد نفسه فالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرهم الكثير، القوى التي خططت لإقامة كيان الاحتلال ودعمت إرهابه منذ وعد بلفور، مروراً بنكبة عام 1948 ونكبة عام 1967، وصولاً إلى الإبادة الجماعية اليوم لم تغير موقفها، وما زالت تكرر ادعاءاتها بالحرص على حقوق الإنسان في بيانات تستهدف فيها الدول الأخرى لزعزعة استقرارها، أما عندما يتعلق الأمر بـ كيان الاحتلال فيصبح ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان وجميع قواعد القانون الدولي حبرا على ورق، لتواصل محرقتها بحق الشعب الفلسطيني مدعومة بكل ما تطلب من مال وسلاح ودعم في مجلس الأمن وباقي المحافل الدولية، رغم المظاهرات الحاشدة التي تخرج بشكل شبه يومي في عاصمة وعد بلفور وباقي العواصم الغربية، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام بدعم من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

"ثبات رغم المجازر"

ورغم المجازر المتواصلة وسياسة التهجير وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ورغم الاعتقال والتعذيب والحصار، يؤكد الفلسطينيون مواصلتهم النضال بكل قوتهم، للدفاع عن أرضهم وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وستبقى معركة طوفان الأقصى شاهداً على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير، وأنه لن يسمح بأي وصاية عليه أو بتكرار نكبة 1948، هو باق في أرضه، مقاوم حتى نيل حريته.

الشعب الفلسطيني منذ "وعد بلفور" المشؤوم وهو يدفع أثمان كبيرة

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد عبد الرحمن أن الشعب الفلسطيني منذ "وعد بلفور" المشؤوم وهو يدفع أثمان كبيرة، ويقدم تضحيات جليلة وعظيمة، في ظل تواطؤ وعجز وفشل وتساوق من بعض الدول لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقود العدوان على شعبنا وتدعم هذا الكيان بكل ما اوتيت من قوة. وأضاف عبد الرحمن في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، رغم كل هذه السنين الطويلة وهذه التضحيات الا أن شعبنا ما زال مستمرا في هذه المسيرة المشرفة، وذلك على الرغم من حجم التضحيات الكبير والخسائر الهائلة لا سيما في هذا العدوان الذي مضى عليه ثلاثة عشر شهرًا، والعدوان على الضفة الغربية وجنوب لبنان.

وتابع عبد الرحمن، كل هذه التضحيات التي تقدمها جماهير هذا الشعب وايضا الجبهات المساندة في المنطقة، اعتقد أنها ستثمر نهاية المسيرة نصرًا ولا يمكن ان هكذا بدون مقابل.

وأشاد عبد الرحمن بالصمود الشعبي لأهالي شمال قطاع غزة الذي يحاول الاحتلال منذ أكثر من خمسة وعشرين يومًا تنفيذ خطة الجنرالات عبر ترحيل وتهجير قصري لكل المواطنين من خلال القتل والقصف والدمار وضرب المنشآت الصحية. وشدد عبد الرحمن أن الشعب لن يرفع الراية البيضاء ولن يستسلم، وأن مسيرته التي عبدت بدماء الشهداء مستمرة وهو الشعب الذي سيسقط وهم الدولة العبرية من النيل الى الفرات.

وتابع، الشعب الفلسطيني دائما ما كان المدافع الأول عن الأمة العربية والإسلامية وجدار الصد الأخير كما كنا نقول على الدوام، واليوم هو مستمر في هذا الطريق الذي اختاره بملء ارادته رغم التضحيات الكبيرة.

وواصل عبد الرحمن حديثه، بالتأكيد سيسقط وهم هذه الدولة المجرمة المسماة "إسرائيل" وستزول من المنطقة هي وكل الأنظمة الفاسدة والخائنة مرة واحدة والى الابد، وستخرج أيضا قوى الإستعمار العالمي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها.

وختم بالقول: هذه المنطقة هي لشعوبها وشعوبها كفيلة بأن تحكمها وأن تديرها كما تختار، أما أن يتحكم الاحتلال بهذه الشعوب بالحديد والنار اعتقد أن هذا الوهن فقط، وهذا الوهن أصبح وراء ظهورنا هي فقط مرحلة من الصبر والصمود والثبات حتى تنجلي هذه الغمة بإذن الله.