اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار في الجمهورية الاسلامية الايرانية

السبت 2 نوفمبر 2024 - 11:50 بتوقيت غرينتش
اليوم  الوطني لمقارعة الاستكبار في الجمهورية الاسلامية الايرانية

في يوم 13 من آبان، الذي يتزامن مع 4 نوفمبر في التقويم الميلادي، يحتفل الشعب الإيراني باليوم الوطني لمقارعة الاستكبار، وهو يوم ذو دلالات عميقة في التاريخ الإيراني المعاصر.

الكوثر - ايران

في مثل هذا اليوم (4 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1978) قام طلاب المدارس في إيران بتنظيم وقفة احتجاجية في حرم ‘‘جامعة طهران’’ ضد حكومة ‘‘بهلوي’’، واستشهد 56 منهم وأصيب مئات آخرين في هجوم قوات الأمن وتم تسمية هذا اليوم بـ‘‘يوم الطالب’’.

وسبب تسمية هذا اليوم بـ‘‘اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي’’ يعود إلى استيلاء مجموعة من الطلاب الجامعيين في إيران على وكر التجسس الأمريكي (السفارة الأمريكية سابقا)، في مثل هذا اليوم (4 تشرين الثاني/نوفمبر) في العام 1979، احتجاجا على المؤامرات الأمريكية ضد الثورة الإسلامية.

التاريخ والسياق

تاريخ 13 من آبان يُعد نقطة تحول محورية في العلاقات بين إيران والغرب، إذ أظهر للشعب الإيراني ضرورة الحفاظ على سيادته واستقلاله. عقب الثورة الإسلامية، التي أدت إلى الإطاحة بنظام الشاه المدعوم من الغرب، قوبل الإيرانيون بتدخلات أمريكية متكررة في شؤونهم الداخلية. وقد كان اقتحام السفارة الأمريكية بمثابة رد فعل شعبي على هذا التدخل، حيث اعتبر الإيرانيون السفارة مركزًا للتجسس والتآمر ضد الثورة.

اقرا ايضاً

رمزية اليوم

اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار لا يمثل فقط ذكرى تاريخية، بل هو تعبير عن الإرادة الشعبية. يتجمع المواطنون في مختلف أنحاء البلاد، رافعين شعارات تدعو إلى الاستقلال وتعبر عن رفضهم للتدخل الأجنبي. هذه التظاهرات ليست مجرد احتفالات، بل هي منصة لإعادة تأكيد الهوية الوطنية والإرادة الجماعية في مواجهة القوى الكبرى.

تعزيز السيادة الوطنية

يُعتبر اليوم رمزًا للسيادة الوطنية، حيث يُظهر إصرار الشعب الإيراني على عدم السماح للقوى الأجنبية بالتأثير على قراراتهم.

إن أهمية هذا اليوم تتجاوز الحدود الإيرانية، حيث يرسل رسالة واضحة للعالم مفادها أن الشعوب لديها الحق في تقرير مصيرها وأن الاستكبار لن يُسمح له بالتفوق.

الأثر على الأجيال الجديدة

هذا اليوم يُعد فرصة لتثقيف الأجيال الجديدة حول تاريخ بلادهم وأهمية المقاومة ضد الاستعمار والاستكبار. من خلال الاحتفال بهذا اليوم، يُعزز الإيرانيون قيم الانتماء والفخر بتاريخهم، مما يساعد على بناء جيل واعٍ بتراثه الثقافي والسياسي.

يمثل اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار أكثر من مجرد ذكرى تاريخية؛ إنه تجسيد للإرادة الشعبية ورمز للهوية الوطنية. من خلال إحياء هذه المناسبة، يُعيد الشعب الإيراني التأكيد على حقه في الاستقلال والسيادة، ويرسل رسالة للعالم بأن مقاومة الاستكبار والتدخلات الخارجية ستظل جزءًا أساسيًا من نضالهم المستمر.