الكوثر - مقالات
ورغم مرور أكثر من قرن، لا يزال الفلسطينيون يعانون من نتائج هذا الوعد، من اقتلاع وتهجير وسلب للأراضي، فضلًا عن جرائم القتل والحصار المستمرة، إلى جانب تحديات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة مع سعي بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع "الكيان الصهيوني".
وعد بلفور الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917، جاء استجابة لرغبات "الصهيونية العالمية" على حساب الفلسطينيين، بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية والمنظمات الصهيونية. تبنت بريطانيا هذا الوعد كأداة لتعزيز مصالحها في المنطقة، وسرعان ما حظي بتأييد دول أوروبية، أهمها أمريكا وفرنسا وإيطاليا. وفي عام 1920، تم تكليف بريطانيا بالانتداب على فلسطين من قبل الحلفاء في مؤتمر سان ريمو، وتم تنفيذ الوعد لاحقًا بقرار من عصبة الأمم.
إقرأ أيضاً
متى بدأت الهجرة الاستيطانية اليهودية الى فلسطين ؟
وعد بلفور.. كيف كان تأثيره على الشعب الفلسطيني؟
وعد بلفور: مقاومة فلسطينية وثورات جديدة
ورغم محاولات بريطانيا تهدئة الشعوب العربية، نفذت التزاماتها مع الحركة الصهيونية، حيث سهلت دخول المهاجرين اليهود وقدمت الحماية والدعم لهم، مما أثار مقاومة فلسطينية، تجلت في ثورات متعددة، بدءًا من ثورة البراق عام 1929 وثورة 1936.
استغل الصهاينة "وعد بلفور" وقرار تقسيم فلسطين عام 1947 لتحقيق إقامة "إسرائيل" عام 1948، بدعم من القوى الكبرى، مما أدى لتهجير الفلسطينيين في نكبة استولى فيه الكيان الصهيوني على ثلاثة أرباع فلسطين، بينما أصبحت الضفة الغربية تحت حكم الأردن وغزة تحت الإدارة المصرية.
وعلى الرغم من مرور العقود، ما زالت المطالبات الفلسطينية مستمرة لبريطانيا بتقديم اعتذار رسمي عن الكارثة التي لحقت بهم جراء "وعد بلفور"، لكن الحكومة البريطانية ترفض تقديم هذا الاعتذار.